2015 شيكاغو – الولايات المتحدة الامريكية . 29 أغسطس

إنه لمن دواعي القوة المدهشة  أن نرى الاف يتجمعوا لرفع الصوت عاليًا لوقف جرائم الشرطة ، و للمطالبة بتأسيس  المجلس المدني لمحاسبة الشرطة ، للاستمرار بالنضال من أجل العدالة لأن لدينا آمال و آحلام واحدة ، و نؤمن بالقيم ذاتها في الحرية و العدالة و المساواة .

نحن الفلسطينيون نُناضل منذ ما يقرب من  70عامًا تحت الاحتلال الكولونيالي العسكري الاسرائيلي اللاشرعي ،  و ممارساته العنصرية القمعية . انهم مستمرون في إرهاب شعبنا و ارتكاب المجازر البشعة . لذلك ، نحن نعلم الغضب و التمرد، و دوافع النهوض لمواجهة فرض القوانين العنصرية التي تدفع بدورها شعوبنا الى هامش الانسانية .

جرائم الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة هي تقريبا مُتطابقة  لما نخبره في فلسطين تحت الاحتلال ،  لهذا نحن نتحدث عن النضال المشترك ، و لهذا فإن مهمتنا هي دعم نضال المضطهدين في هذا البلد ، في فلسطين، و في كل العالم .  نحن الفلسطينيون و العرب نقف بشكل حاسم في التضامن مع شجاعتكم ، انتم افراد مجتمعات السود ، الذين تنهضون ضد كل حادثة بشعة بسبب عنف الشرطة في هذا البلد.

بالاضافة الى ذلك ، نحن نطالب بمحاسبة الشرطة و وقف سياسة التمييز العنصري . لذلك نحن هنا ، داعمين للحملة من أجل تأسيس المجلس المدني لمحاسبة الشرطة ، و لهذا نؤيد حملة ” نتحدى ونتهمكم بالابادة ”  ولوقف ما يسمى سياسة ” الوقف و التفتيش”  التي تنتهجها دائرة  شرطة شيكاغو . وعليه،  فإن منظمتي ،  شبكة العمل العربية الاميركية، أطلقت حملة بقيادة الشبيبة لوقف الاضطهاد و التمييز العنصري ضد العرب و المسلمين على حد سواء.

انا مؤمنة أن التحديات صعبة . إن تفكيك العنصرية و الإضطهاد ليست مهمة سهلة ، و وقف جرائم الشرطة لن تكون مهمة سهلة أيضا  ولكن يجب ان لا نخاف من التحديات طالما اننا نؤمن بحقوقنا و بالقيم التي نناضل من اجلها ، و النهوض معا يجعلنا أقوى و أكثر تاثيرًا . حينها فقط ، نستطلع تحقيق أهدافنا ، وأبعد .

نحن نقف من أجل العدالة الإجتماعية و التحرر في هذا البلد ،  تمامًا كما يناضل شعبي ويبذل حياته من أجل تحرير فلسطين . إن النضال من اجل حركة تحرر السود في هذا البلد  و النضال ضد الاستعمار في إفريقيا،  أميركا اللاتينية  و آسيا  ، كان مُلهمًا بالنسبة لنا ، دائمًا . وما زلنا نستمد الإلهام و القوة من تلك النضالات . و اليوم ندرك أن تحرر السود في هذا البلد يعني تحررنا  كلنا .

و أخيرًا , أريد ان اقول : انني فخورة جدًا بأن غالبية الحشود هنا من الشباب ، أنتم تقودون و توفرون لجالياتنا الهواء النظيف حتى نتنفس ، إمزجوا قوتكم مع حكمة الأجيال السابقة ، مع تجربتكم و تجربة حلفائكم و الشعوب الاخرى ، كي تضمنوا انكم حققتم أحلامكم وأهدافكم التي هي ُملككم و هي مُلكنا جميعًا . إستمروا في التنظيم ، اليوم ، و كل يوم ، حتى نُحقق المجلس المدني لمحاسبة الشرطة .

انا أعلم أننا سنحقق هذا الهدف معًا.

أشكركم جميعًا.