خالد بركات : من هو رئيس الكونغرس اليهودي العالمي “رون لاودر” الذي استقبله محمود عباس؟

 خالد بركات *

رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله يستقبل “رون لاودر” رئيس الكونغرس اليهودي العالمي الذي وصل على متن طائرة أردنية إلى رام الله. فمن هو هذا الـ لاودر؟ ما هو دوره في الصراع وعلاقته مع الكيان الصهيوني؟

لماذا لا نترك رونالد لاودر يتحدث عن نفسه ؟ فهذا رجل يعلن كل يوم أن مهمته في الحياة هي “تعزيز قوة إسرائيل في العالم ” و “إستكمال مشروع بن غوريون والصهاينة الأوائل ” في فلسطين من خلال إعطاء أولوية خاصة لمشاريع تطوير( استعمار ) النقب والجليل وبناء المستعمرات، وما يقوم به مركزه الخاص من مشاريع تشغيل واستثمار لتحويل النقب إلى “سيلكون فالي الشرق الاوسط” كما يقول. ويعمل لاودر على جلب استثمارات إماراتية وخليجية هذه الأيام لدعم مشاريع اقتصادية للكيان .وهو لم يحضر حفل توقيع الإتفاق بين الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني في واشنطن وحسب.. بل كان أحد أركانه ومهندسيه!

يؤمن لاودر أن ” الله منح الشعب اليهودي هذه الأرض وأن مملكة إسرائيل في يهودا والسامرة كانت موجودة قبل فرنسا وبريطانيا وألمانيا ” ودليله على ذلك ” الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم ، الكتاب المقدّس قال لنا هذا الكلام.”!

والآن يبني لاودر قصرًا خاصًا به على طريقة القصور التركية، في بئر السبع وليقود مشروع الاستيطان والإستثمار في ” كنوز النقب” بحسب قوله ومن خلال تقديم نموذج حقيقي للمستثمرين والطلبة والشركات.

لن تسمع صهيوني في الولايات المتحدة يهاجم الشعب الفلسطيني وقوى التضامن كما فعل ويفعل لاودر الذي يرى في التطبيع بمثابة الرد العملي على حركة المقاطعة التي يعتبرها ” حركة معادية لليهود تدعو إلى نزع الشرعية عن إسرائيل”. كما هاجم من خلف منبر الإمم المتحدة المقاومة الفلسطينية وحركات ومنظمات أمريكية مؤيدة للحقوق الفلسطينية وناشطة في الجامعات الأمريكية. وطالب باتخاذ “إجراءات عملية ضدها” !

شخصية صهيونية مثل رون لاودر ، يكره الشعب الفلسطيني أكثر من شارون ويقود مئات المنظمات الصهيونية في 100 دولة حول العالم، أحد جسور العلاقات بين الكيان والخليج وواشنطن وهذه قناعاته الأيديولوجية والسياسية المعلنة ويأتي على متن طائرة أردنية ويلتقي مع محمود عباس في رام الله، فماذا تتوقع أن يكون عنوان اللقاء؟ لاودر هذا أخطر من كل قيادات الكيان الصهيوني وجنرالاته.

يمكن للمدعو حسين الشيخ وسحيجة السلطة أن يكذبوا ويقدموه ” كرجل أعمال أمريكي” ولكن حقيقة لاودر نسمعها من الرجل نفسه وليس من خدم أمريكا والأنظمة من عشيرة أوسلو في رام الله المحتلة!

* كاتب فلسطيني