“لماذا لا يزال الكرمي على قيد الحياة طالبكم باغتياله، وأطلب منك أن تقضي عليه”
بهذه المطالب كان رئيس حكومة الاحتلال أرئيل شارون يتصل كل صباح برئيس جهاز الشاباك (آفي ديختر) طامعًا في قتل الصوت الحُر، وإعدام روح النضال، وكسر شوكة المقاومة. فبأربع محاولات اغتيال فاشلة سعت قوات الاحتلال إنهاء حياة القائد العام لكتائب شهداء الأقصى، ومؤسس كتائب الشهيد الدكتور ثابت الثابت، رائد محمد الكرمي، والذي كان أحد أبرز الأدوار في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
“إن لم يكن هناك أمن لسكان طولكرم، فلن يكون هناك أمن لسكان تل أبيب”
وبهذه الكلمات ردَّ الكرمي على رئيس حكومة الاحتلال؛ فاستحق البطلُ لقب “صقر الكتائب” ولقب “صاحب الرد السريع” حيث أنه وفي أغسطس ٢٠٠١ أدرجه الاحتلال ضمن مقدمة “قائمة أخطر المطلوبين” بوصفه المطلوب رقم واحد وشُعلة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وعلى الرغم من الهدنة التي عقدت بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية آنذاك، نفض الاحتلال عهده فخان الهدنة باغتياله للكرمي في حوالي الساعة 10.45 من صباح يوم الاثنين ١٤/يناير/٢٠٠٢ في مدينة طولكرم، حيث قام الاحتلال بتفجير عبوة ناسفة ضخمة مخفية زرعها له جهاز الشاباك في أحد الجدران بجانب المقبرة المسيحية، ليرتقي على الفور.