إسناداً للحركة الأسيرة ودعماً للمقاومة في فلسطين دَعَت شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين وحركة المسار الفلسطيني الثوري البديل إلى مظاهرة في برلين السبت ٤/٢/٢٠٢٣ في “الزونين أللي” أو كما يُعرف محلياً بـ”شارع العرب”. تم تنظيم المظاهرة بعدما اقتحمت قوات الاحتلال عدة أقسامٍ في سجونٍ مختلفة كما نقلت العديد من الأسرى عشوائياً ومنعت الزيارات ووضعت عدداً كبيراً من الأسرى بالعزل الانفرادي. واقتحمت قوات صهيونية غرف الأسيرات في “سجن الدامون” واعتدت على الأسيرات الفلسطينيات بالضرب والغاز المسيل للدموع. وردّ الأسرى الفلسطينيون في مختلف السجون بإعلان حالة الاستنفار والتي تبعتها مفاوضاتٌ مع إدارة السجون انتصرت بها الحركة الأسيرة وتراجعت الإدارة عن إجراءاتها الأخيرة.
فيما أشارت الدعوة إلى أن “الاحتلال الصهيوني قتل 30 فلسطينياً منذ بداية العام 2023 في الوقت الذي تنتهج فيه حكومة الاحتلال إجراءات تصعيدية ضد الأسرى الفلسطينيين خصوصاً بعد مذبحة جنين”. إلى جانب الفلسطينيين والعرب، حظيت المظاهرة بدعم وحضور قوى يسارية وشبابية محلية.
فيما يلي الخطاب الذي تمت قراءته باللغتين العربية والألمانية خلال المظاهرة:
ها نحن نقف اليوم إجلالا وتقديسا لدماء أبناء شعبنا في جنين، في نابلس، في القدس، في ام الفحم، في النقب وفي غزة. هذه الدماء التي تسيل منذ أكثر من مئة عام في سبيل حرية وكرامة شعبٍ عاش مشردا ضائعا لاجئا… ولكن أيضا مقاوماً لعشرات السنين
إن ما نراه في الفترة الأخيرة من تمادي الاحتلال في عنجهيته وجرائمه ما هو إلا دليلٌ على ارتباك هذا الاحتلال وفزع جيشه ومنظومته الأمنية من المقاومة المتصاعدة، التي كانت ولازالت مستمرة منذ بدأ الاستعمار في فلسطين حتى يومنا هذا بعد مئة عام، في جنين ونابلس والقدس وام الفحم وحيفا والنقب وغزة. فلذلك نقول لهذا الكيان، بأنك أوهن من بيت العنكبوت وأن شعبنا بكبيره وصغيره لن يكل ولن يمل حتى ينال حريته ويرمي بك في مزبلة التاريخ. هذا هو قَدَرُ الاحتلال ومصير أعوانه الخونة وعلى رأسهم السلطة الفلسطينية في رام الله التي تقتل أبناء شعبنا وتسلم مقاومينا للاحتلال وتقمع شعبنا في الضفة الغربية بتدريبٍ وعتادٍ أمريكي. ومن هنا، من برلين، نُرسل تحية الإجلال والإكبار للمعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية، مصعب شتية ورفاقه، ونقول لهم بأن هذه السلطة التي يحكمها محمود عباس، حسين الشيخ وماجد فرج ستلقى قريبا مصيرها المشؤوم على يد شعبنا الذي سئم حكم العملاء.
يا أبناء وبنات شعبنا، إن الحركة الأسيرة الفلسطينية تخوض معركة كبيرة في الوقت الراهن في سجون الاحتلال، يدفعون فيها صحة أجسادهم وأعمار حياتهم. ونوجه تحية خاصة للأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال اللواتي واجهن في الأيام القليلة السابقة موجةً من القمع وهجمة من إدارة السجون تهدف إلى كسر إرادتهن ولوي أعناقهن ومس كرامتهن، ولكن خسئوا ثم خسئوا ثم خسئوا، فأسيراتنا أصلب من الصخر وأعلى من الجبال، فلا السجان يقهرهم ولا زرد الزنازين يقيّدهم. هذه السياسة ضد أسرانا وأسيراتنا في السجون التي تتصاعد في وحشيتها وفاشيتها هي محاولة من الحكومة الصهيونية الفاشية الجديدة التي على رأسها المجرم نتنياهو والفاشي بن غفير لإثبات أنفسهم أمام مستوطنيهم بأنهم قادرين على هزيمة إرادة أسرانا وأسيراتنا ومقاومتنا الباسلة، ولكنهم قد ضلو بذلك ضلالا كبيرا، فالكلمة كل الكلمة كانت وستبقى لحركتنا الأسيرة في سجون الاحتلال. فبعد إعلان الحركة الأسيرة حالة الاستنفار والتي تبعتها مفاوضات مع إدارة السجون، تراجعت الإدارة عن إجراءاتها التصعيدية وأُجبرت على إعادة الوضع لما كان عليه تفادياً للصدام مع أسرانا البواسل.
هذه الحكومة الصهيونية الفاشية مدعومةٌ من أمريكا والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسه ألمانيا التي تُعتبر مصدر تسليح أساسي للاحتلال الصهيوني، حيث يحصل هذا الكيان الفاشي على أكثر من ٢٥ بالمئة من أسلحته من الدولة الألمانية. وبهذا تعتبر ألمانيا مشاركةً بقتل أبناء شعبنا في فلسطين. وليس هذا فحسب، لكن ألمانيا تقمع الحراك الفلسطيني هنا بكل الأشكال، من قمعٍ للمظاهرات إلى ملاحقة الناشطين في سبيل فلسطين قانونياً، حتى منع التظاهرات في يوم النكبة السنة الماضية! ضاربةً بعرض الحائط تطلعات وحرية تعبير الملايين من الألمان والمقيمين في ألمانيا على حساب دولة أجنبية. لماذا؟ لأن مصالح هذه الدولة هي نفسها مصالح الاحتلال! ولهذا، نحن في حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل لم ولن نتوسل للدولة ولم ولن نستجدي نجدتها ولم ولن ننتظر منها تغيير الموقف! أملنا بكم يا أبناء شعبنا في الشتات وبأنصار القضية الفلسطينية من الأمميين الذين ترونهم بيننا. علينا أن نستعيد دورنا كشتات فلسطيني ونتحمل مسؤولياتنا الوطنية ونعيد بناء مؤسساتنا التي هُدمت بعد مشروع أوسلو التصفوي. وكما يضحي شعبنا في فلسطين المحتلة بكل ما يملك في سبيل وطنه، فإننا في برلين، في باريس، في لندن، في بيروت، في اسطنبول، وفي تشيلي وفي كل مكان يتواجد فيه الفلسطيني، علينا ان نعيد إحياء استعدادنا للتضحية في سبيل قضيتنا، حتى التحرير والعودة!
فليسقط الكيان الصهيوني،
فلتسقط أمريكا وليسقط الاستعمار،
العار كل العار للخونة،
وتحيا المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية المسلحة،
الصمود لأسرانا وأسيراتنا في السجون،
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار