نعبّر في شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين عن غضبنا العارم من بيان المستشار الألماني أولاف شولتس في البوندستاغ في ١٢ أكتوبر ٢٠٢٣، حيث أعلن عن نيته حظر شبكة صامدون في ألمانيا، وهو الأمر الذي تم دعمه من قبل وزارة الداخلية بعد وقت قصير.
بينما تُكتب هذه الرسالة، يواجه الفلسطينيون في غزة حرب إبادة. فقد قام الاحتلال بقصف الجامعات والمدارس والمستشفيات والمساجد وأبراج السكن والأسواق العامة ومخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان. ودمّروا أحياء بأكملها بطائراتهم الحربية والقنابل التي تم توفيرها لهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وبينما يعلن المسؤولون الصهاينة عن نيتهم بقصف وتدمير غزة، وبينما تقطع المياه والطعام والكهرباء عن أهلنا، وبينما ينهار النظام الصحي ويستشهد المصابون والمرضى لعدم قدرتهم على تلقي العلاج الذي يحتاجونه من قبل الأطقم الطبية، وبينما تتعرض سيارات الإسعاف للاستهداف، تشّن وسائل الإعلام الغربية والصحافة الألمانية بشكل خاص حملة تشويه عنصري تستهدف الشباب الفلسطيني والعربي في ألمانيا بشكل عام وشبكة صامدون بشكل خاص.
الدولة الألمانية وكل القوى الاستعمارية الغربية، التابعة للنظام الأمريكي بقيادة رئيسه جو بايدن، هم شركاء ليس فقط في الحرب الإعلامية ضد الشعب الفلسطيني ولكن في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يقودها الاحتلال الصهيونى.
في شوارع برلين، اعتقلت الشرطة الألمانية وضربت واعتدت على العديد من الأشخاص، بما في ذلك الفلسطينيين والعرب والألمان والمناضلين الأمميين، بسبب ارتدائهم الكوفية أو الهتاف “الحرية لفلسطين”.
في السنوات الأخيرة وقبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، عملت السلطات الألمانية على حظر التظاهرات التي تدعم فلسطين. علاوة على تخترق الدولة الألمانية قوانينها ودستورها وتبتزّ اللاجئين الفلسطينيين بأوراقهم، هؤلاء الّذين تم تهجيرهم من ديارهم فلسطين وممنوعون من العودة لوطنهم.
إذا كان المستشار الألماني وحكومته يدعمون الحرب الإبادية على غزة التي تشنّ ونحن نخاطبكم، فإنه من غير المفاجئ أن يسعوا أيضًا إلى تجريم حق الفلسطينيين وأحرار العالم وأصحاب الضمير عن التعبير عن التضامن ودعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني في طريقه نحو الحرية والعدالة والتحرير.
وهنا نؤكد أننا سنقوم بمواجهة هذا الحظر المقترح في المستقبل بجميع الوسائل القانونية المتاحة لنا، لنستمر في دفاعنا عن أسرى الحرية، فاليوم، أعلن الفاشي الصهيوني المجرم إيتامار بن غفير أنه سيقطع المياه والكهرباء عن الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب وسينفذ برنامجه لقمع جميع الأسرى الفلسطينيين في بقية سجون العدو الصهيوني. هذا هو السياق الذي نرى فيه إعلان شولتس وحملته ضد الشعب الفلسطيني، فما هي إلا محاولة لزيادة القمع ضد أسرانا وكتم صوتهم والتعتيم على الجرائم المرتكبة بحقهم.
تقف اليوم كل القوى الاستعمارية في العالم مهللة لدعم تدمير الشعب الفلسطيني وتمويل وتسليح العدو الصهيوني. الفلسطينيون والعرب وأحرار العالم ليسوا شركاءً في هذا التدمير. ونحن هنا لنؤكد لكم أننا لا نخشى من التعبير عن أنفسنا والعمل والتنظيم من أجل وقف الجرائم بحق شعبنا والنضال نحو التحرير والعودة. لن نبقى صامتين أمام الظلم، ولن نترك أهلنا في غزة وعلى الجبهات الأمامية للمقاومة، وفي السجون بمفردهم لمواجهة نيران الحرب المجرمة.
المقاومة الفلسطينية هي الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني، وهم الدرع الحامي للدفاع عن الشعب والأرض في وجه جرائم الحرب التي يمارسها العدو الصهيوني، وتواطؤ الحكومات العربية الرجعية، ودعم وحماية القوى الاستعمارية الغربية بالكامل، بما في ذلك ألمانيا، وهي من تقف في وجه استهداف وتدمير الحياة والوجود الفلسطيني. ونؤكد على أن إرادة الشعب الفلسطيني للحرية ومقاومة الاحتلال الصهيوني وانتزاع حقوقهم لن تقتلها غارات القصف المجرمة ولا القمع السياسي الألماني والغربي.
اليوم، يتعرض مجموعة من شبابنا اللاجئين في ألمانيا للاستهداف بكامل قوة أجهزة القمع الحكومية. هذا يعزز فقط التزامنا وإيماننا بأهمية دور الشتات الفلسطيني في تحرير فلسطين والالتزام بمشروع المسار البديل: أننا الشعب الفلسطيني في المنفى والشتات، عندما ننظم أنفسنا، جنبًا إلى جنب مع إخواننا العرب والأمميين، يمكننا تغيير العالم، وما يحدث في ألمانيا اليوم هو دليل على أننا نسلك الطريق الصحيح، الطريق نحو العدالة والحرية.
على الرغم من القصف والتعذيب والعنف الاستعماري المجرم، يستمر الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وفلسطين المحتلة 48 وفي مخيمات اللاجئين، وفي كل مكان في المنفى والشتات، في الحلم والعمل من أجل مستقبل أفضل، مستقبل الحرية لفلسطين، من النهر إلى البحر. أطلقنا على شبكتنا اسم “صامدون” إشارةً إلى أسرانا البواسل خلف القضبان، الذين يظلون ثابتين ولا ينحنون في نضالهم من أجل الحرية. اليوم، نؤكد أننا سنبقى ثابتين وملتزمين مع شعبنا الفلسطيني حتى النصر والعودة والتحرير.