بقلم : نواف الزرو
اعادة نشره من موقع الميادين.نت
سلطات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت ما يقارب 15 ألف إمرأة فلسطينية منذ عام 1967، وأن أكبر حملة اعتقالات جرت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث وصل عدد المعتقلات إلى 3000 إمرأة فلسطينية، مقابل 9000 امرأة في الفترة بين العام 2000 ونهاية العام 2009″.
بالتوثيق والشهادات الحيّة، فإن دور المرأة الفلسطينية ارتقى وتطوّر على نحو ملحمي، وتاريخي، واقتربت أو ربما تجاوزت في روحيّتها وتضحياتها خنساء المسلمين، حيث لم يعرف التاريخ العربي الإسلامي عملياً سوى خنساء واحدة، هي الشاعرة العربية المشهورة الخنساء أو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية التي استشهد أبناؤها الأربعة في معركة القادسية سنة 14 هجرية، التي قالت حينما بلغها الخبر: “الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”.
في حين عرف التاريخ الفلسطيني المُعاصر عشرات الخنساوات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن في انتفاضات وهبّات الدفاع عن الوطن والوجود…!
عشرات الخنساوات الفلسطينيات التي تحكي لنا كل واحدة منهن قصص وحكايات بطولة وتضحيات وإباء لا مثيل لها في تاريخ المرأة على وجه الكرة الأرضية..!، ومن هذه القصص والحكايات نتابعها على جبهة الاعتقالات والمُعتقلات الصهيونية.
فعلى هذه الجبهة القمعية الاحتلالية ضد المرأة الفلسطينية، فقد انتهجت سلطات الاحتلال الصهيوني سياسية قمعية متصاعدة تتمثل في ازدياد حجم الاعتقالات في صفوف النساء الفلسطينيات، وذلك بهدف”نشر الرعب والخوف وإذلال الشعب الفلسطيني”، وقالت جمعية أنصار الأسرى في هذا السياق”إن المرأة الفلسطينية سطّرت أروع آيات البطولة والصمود والتحدّي فانخرطت في النضال والمقاومة وكانت بجانب مقاتلي الثورة واستشهد العديد منهن ، وسطّرن صموداً في زنازين الاحتلال ومعتقلاته وكانت تجربة الحركة النسوية الأسيرة جزءاً أساسياً من الحركة الأسيرة بشكل عام في نضالاتها وعلى مدار تاريخها”.
وكشفت وزارة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين من جهتها في تقرير لها “أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت ما يقارب 15 ألف إمرأة فلسطينية منذ عام 1967، وأن أكبر حملة اعتقالات جرت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث وصل عدد المعتقلات إلى 3000 إمرأة فلسطينية، مقابل 9000 امرأة في الفترة بين العام 2000 ونهاية العام 2009”.
منذ بدايات العهد البريطاني
يعود عهد المرأة الفلسطينية في عملية النضال الوطني الفلسطيني، إلى بدايات الصراع على أرض فلسطين في مواجهة الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني معاً، وإن كان دور المرأة قد تميّز عملياً بالنشاطات والممارسات غير العنيفة.
فقد قامت المرأة الفلسطينية منذ بدايات عهد الانتداب البريطاني على سبيل المثال بـ” إرسال العرائض الاحتجاجية إلى البرلمان البريطاني ضدّ السياسة البريطانية والصهيونية منذ عام 1920/، وفي عام 1929 أسّست المرأة الفلسطينية ” مؤتمر النساء الفلسطينيات العربيات في القدس ” وقد أصدر المؤتمر بياناً ثورياً دعا النساء الفلسطينيات إلى ” التخلّي عن واجباتهن الأخرى والتفرّغ لدعم الرجال في النضال الوطني الفلسطيني”.
وتوثّق المصادر الفلسطينية أن المرأة الفلسطينية شاركت بفعالية في مختلف النشاطات والفعاليات الوطنية والسياسية والإعلامية منذ وعد بلفور، وأسهم ذلك في إنشاء الجمعيات الأهلية في فلسطين منذ بداية العشرينات، و”بمبادرة من السيّدة زليخة الشهابي وإميليا سكاكيني تم تشكيل الاتحاد النسائي العربي عام 1921، وفي عام 1928 تم تأسيس جمعية السيّدات العربيات كجمعية سياسية برز من أعضائها زهية النشاشيبي وخديجة الحسيني وطرب عبد الهادي ونعمت العلمي رئيسة الجمعية/ زهيرة كمال – المرأة الفلسطينية بين الأمس واليوم..”.
كما شاركت المرأة في النضالات الوطنية المختلفة “وسقط عدد من النساء شهيدات من بينهن فاطمة غزال وجميلة الأشقر وعايشة أبو حسن وعزية سلام وتشاويق حسين”.
ونجحت المرأة الفلسطينية في تشكيل جملة من الاتحادات النسائية النشطة منها جمعية التضامن النسائي في القدس، وجميعة سيّدات عكا، وقامت هذه الاتحادات والجمعيات بتقديم الخدمات الإنمائية والرعاية الصحية للمرأة ولطفلها”، وفي عام 1933 شكّلت الحركة النسائية الفلسطينية 14 لجنة مهمتها شرح القضية من خلال عقد مؤتمرات محلية ودولية ومن خلال التظاهرات والمسيرات السياسية.
وفي هذا السياق أيضاّ، نذكر أول جمعية نسوية تبنّت الكفاح المسلح في فلسطين، وهي جمعية ‘زهرة الأقحوان’ النسوية التي تأسّست عام 1947 على يد الأختين مهيبة وعربية خورشيد، فانطلقت ‘زهرة الأقحوان’ كجمعية نسوية اجتماعية تساعد الطلاب وتقدّم خدمات اجتماعية وتوعوية، وفي العام 1948 كانت المؤسسة مهيبة خورشيد تقف على حافة الطريق، فشهدت قتل طفل فلسطيني برصاص الجيش البريطاني بين أحضان والدته، فتحوّل طريق مهيبة ومعها ‘زهرة الأقحوان’ من العمل الاجتماعي إلى العمل العسكري المسلّح، وبعد التحوّل الذي حصل في نهج الجمعية إثر عملية الإعدام التي حصلت أمام مؤسّستها، نشطت ‘زهرة الأقحوان’ في مجال جمع التبرّعات لشراء السلاح، وشاركت الجمعية في الدفاع عن يافا من مستوطني تل أبيب خلال نكبة فلسطين، وهُجّرت مهيبة إلى مصر وماتت فيها في العام 2000 – عن تقرير نشرعلى موقع عرب 48، / 08/03/2015 – ولكن، يذكر تقرير آخر بعنوان: “النساء في بدايات القرن العشرين” لعبير حيدر
–السفير 2013-7-15، إن جذور الحركة النسائية في فلسطين إلى ما قبل النكبة، وكانت أولى بوادر الحراك النسائي في فلسطين حين خرجت تظاهرة نسائية في العفولة في سنة 1893 احتجاجاً على إنشاء أول مستوطنة يهودية على أرضها، وشكلت هذه التظاهرة أول عمل نسائي منظم ضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، لينتظم بعد ذلك الجهد النسائي ويتبلور في الجمعيات النسائية التي بدأتها النساء المسيحيات، خاصة الأرثوذكسيات. وكانت أول جمعية نسائية قد ظهرت في عكا عام 1903 وسمّيت جمعية «إغاثة المسكين الأرثوذكسية» برئاسة نبيهة المالكي. كما أسّست جمعيتان أخريان هما «عضد اليتيمات الأرثوذكسية» في يافا سنة 1910، وجمعية «الإحسان المسيحية» عام 1911. وكانت غاية هذه الجمعيات الاهتمام بشؤون المرأة الصحية والثقافية ورفع مستواها المعيشي. ثم توالى تأليف الجمعيات مثل رابطة النساء العربيات في القدس 1919، والاتحاد النسائي العربي في نابلس 1921 الذي أسّسته مريم هاشم، والاتحاد النسائي في القدس 1928 برئاسة ميليا السكاكيني. كما شاركت النساء عام 1920 في تظاهرة ضمّت نحو 40 ألف متظاهر ضدّ وعد بلفور في القدس. وكان للمرأة الفلسطينية شأن مهم في التظاهرة ضدّ زيارة تشرشل القدس في 28/3/1929.