المؤتمر الدولي
تدريس فلسطين: الممارسة التربوية وشمولية العدالة
دعوة لتقديم أوراق
التاريخ: 12-30 آذار 2018
الموعد الأقصى لقبول المقترحات: 15 نوفمبر 2017
ينظّمه كلّ من:
- دراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر
جامعة سان فرانسيسكو العامة
الولايات المتحدة الأمريكية
- معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية
جامعة بيرزيت
فلسطين
- معهد دراسات المرأة
جامعة بيرزيت
فلسطين
- بالشراكة مع جامعات ومؤسسات بحثية فلسطينية ودولية ناشطة في مجال التعليم والبحث.
الورقة المفاهيمية:
بمبادرة من دراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر (AMED Studies-SFSU) وبالشراكة مع معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، ومعهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، ومجموعة من الجامعات والمؤسسات البحثية الفلسطينية والدولية، سيعقد المؤتمر الدولي في فلسطين بعنوان “تدريس فلسطين: الممارسة التربوية وشمولية العدالة” في الفترة ما بين 12 و30 آذار 2018.
يصادف العام الأكاديمي الحالي، 2017-2018، ذكرى أحداث هامة في التاريخ الفلسطيني؛ الذكرى الخمسون للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وسيناء ومرتفعات الجولان (5 حزيران، 2017)، والذكرى الخامسة والثلاثون للغزو الإسرائيلي للبنان ومذبحة صبرا وشاتيلا (17 أيلول، 2017)، والذكرى المئوية لإعلان بلفور (2 تشرين الثاني، 2017)، والذكرى السبعون لتقسيم الأمم المتحدة لفلسطين (29 تشرين الثاني، 2017) وذكرى مذبحة دير ياسين (9 نيسان، 2018) وذكرى النكبة (15 أيار، 2018).
إن تتابع ذكرى هذه التواريخ والاحداث وتجلياتها في الحالة الراهنة يكتسب أهمية خاصة، فالاستعمار والاحتلال الإسرائيلي والعنصرية الإسرائيلية يتعمقان ويترسخان، في حين أنّ المقاومة الفلسطينية للمشروع الصهيوني تتخذ أشكالا متعددة/مختلفة في كافّة مناطق السلب والنزوح والاوضاع المتوترة. وتتشكل الممارسات السياسية الفلسطينية في سياق إقليمي ودولي يتسم بتعمق الفقر والحروب الأهلية والتدخلات الإمبريالية والسياسات الاقتصادية النيوليبرالية اللامحدودة والتحالفات العدائية وإعادة استعمار المناطق التي كانت قد نالت استقلالها السياسي. وقد أدّى توطيد التحالفات العالمية والإقليمية تحت ذريعة ما يسمّى بـ “الحرب على الإرهاب”، والذي تجذّر في الخطاب الشوفيني والاستشراقي والصهيوني وغيرها من الأيديولوجيات التفوّقية والعنصرية، إلى تغذية وتعاظم الاسلاموفوبيا (العداء للإسلام والمسلمين) والعنصرية تجاه العرب، علاوة على تصاعد استهداف الاقليات والمجتمعات المهمشة.
وتنتج هذه الديناميكية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية أجواء تعليمية داخل وخارج الفصول الدراسية تتجاوز حدود الحرم الجامعي. وقد أدى انتشار النموذج الليبرالي الحديث في مؤسسات التعليم العالي إلى انكماش المساحات التحررية التي أنتجتها الحركات الراديكالية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في دول الشمال والجنوب، بما في ذلك حركات التحرر الوطني المناهضة للاستعمار. وقد لعبت التحولات المعرفية والتربوية ذاتها دورا أساسيا في تحدي التعليم الاستعماري القائم على مركزة التفوق الاوروبي والهيمنة الفكرية على المناهج الدراسية، وكان ذلك من أبرز التطورات في الولايات المتحدة، وخاصة في المؤسسات التعليمية مثل معركة اوشنهيل – براونزفيل وفي جامعة سان فرانسيسكو العامة، حيث طالبت قيادة أطول إضراب طلابي عام 1968 بإنشاء كلية لدراسات العالم الثالث (أي الحركات المناهضة للاستعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي). وقد تجاوز إضراب الطلاب في جامعة سان فرانسيسكو العامة هذا حركة حرية التعبير، ليخلق تحولاً جذرياً في هيكلية وأشكال المناهج التعليمية، كما فتح المجال الفضائي للمبادرة في البرنامج الأكاديمي لدراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر كموقع تربوي وأكاديمي ومجتمعي يتحدى المعرفة الاستعمارية المهيمنة ويناهض المعرفة الاستشراقية والصهيونية والمعادية للمجتمعات العربية والمسلمة بشكل عام والفكر الفلسطيني التحرري على وجه الخصوص.
لقد كان نشوء الجامعات الفلسطينية الوطنية واعتمادها معايير التميز والابتكار الخاصّة بها، جزءا لا يتجزأ من حركة النضال والتحرر الفلسطينية المناهضة للاستعمار، والتي أثرت على التعليم الفلسطيني في ظل الاستعمار الإسرائيلي في كل من منطقتي “48” و “67” وكذلك في مخيمات اللاجئين وفي أوساط الشتات الفلسطيني. وهنا يتشابه النضال الفلسطيني التحرري ضد هيمنة المناهج الدراسية الاستعمارية على فكر الأجيال الشابة مع نضالات مماثلة أخرى كانتفاضة طلاب المدارس في جنوب أفريقيا ضد التعليم العنصري الدوني (البانتو) عام 1976، ورفض حركات أهل البلاد الأصليين في أمريكا الشمالية لهندية المدارس الداخلية التي استهدفت تكريس الاستعمار الفكري وحرف الاطفال عن قضايا شعوبهم، وإصرار شعوب أمريكا اللاتينية على مقاومة سياسات واشنطن لفرض استعمال اللغة “الإنجليزية فقط“ كما حصل ويحصل في بورتوريكو والمواقع المستعمرة في نصف الكرة الغربي.
وفي نفس الوقت تعرضت حركات تحرير المناهج التعليمية والحركات الاجتماعية التي تساندها لقمع شديد من قبل أجهزة الدولة من أمريكا اللاتينية إلى الفلبين، ومن إندونيسيا إلى المكسيك، ومن وسط وجنوب غرب آسيا إلى شمال أفريقيا والجنوب الافريقي؛ وبالتالي لم تكن فلسطين استثناءً في ذلك حيث شهد التاريخ الفلسطيني الحديث استهدافاً مبرمجا من قبل إسرائيل والاستعمار البريطاني لحراكات في حرم المدارس والجامعات ومحاولات لتدمير البنية التحتية للتعليم الفلسطيني. فعلى سبيل المثال، قامت إسرائيل عام 2002 بقصف العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية، بما في ذلك مباني وزارتي التربية والتعليم العالي الفلسطينية. وخلال انتفاضة عام 1987، أغلقت إسرائيل الجامعات والمدارس الفلسطينية لعدة سنوات كما شهدنا في جامعة بيرزيت التي أغلقت على ما يقارب أربع سنوات، وكذلك حظرت التعليم الشعبي البديل وعاقبت المربين والآباء والامهات ممن انتهكوا/ن هذا الحظر. وتجدر الإشارة إلى أن أيّاً من الجامعات الفلسطينية لم تشهد تخريج فوج كامل قط.
وكما أن هدم البنية التحتية (والفوقية) للتعليم الفلسطيني كان هدفا استراتيجيا لدولة الاحتلال ومؤسساتها البحثية والأكاديمية، كذلك تم استهداف تدريس فلسطين؛ بتاريخها وجغرافيتها وأجيالها ومقاومتها للاستعمار، كمشروع تعليمي وكدعوة تحررية خارج فلسطين. فعلى سبيل المثال، تعرض الأساتذة الذين يدرسون فلسطين وزملاؤهم والطلاب الناشطون في حركات التضامن مع قضية فلسطين العادلة في جامعة سان فرانسيسكو العامة ومؤسسات أمريكية أخرى لحملات استهدفت إسكات وتخويف، ومضايقة من يبحثون أو ينشطون دعما لقضية فلسطين العادلة، بحيث تهدف هذه الحملات إلى خلق تأثير أجواء جديدة تشابه حملات السناتور مكَارثي وتقود هذه الحملات شبكة لوبي إسرائيلية ممولة ومترابطة سياسيا من كبرى المؤسسات الصهيونية واليمينية الأمريكية التي تهدف إلى وقف المد الذي يزداد اتساعاً لمساندة نضال الشعب الفلسطيني العادل في الجامعات الأمريكية، وتترابط هذه الهجمات مع حملات مماثلة في الأكاديمية الأمريكية التي تستهدف الأصوات المعارضة والنقدية لليبرالية الجديدة و لترامب وحكومته.
وإن استهداف التعليم الفلسطيني يتضح في الضغوطات التي تمارسها الوكالات المانحة الأمريكية وغيرها من الوكالات الدولية، مثل البنك الدولي، لفرض تنقيحات ومراجعات على المناهج الفلسطينية مقابل إعادة تمويل مؤسسات السلطة الفلسطينية، والهدف من ذلك هو عكس المسار المناهض للاستعمار في التعليم الفلسطيني الذي رافق صعود حركة التحرر الفلسطينية. وعلى نحو مماثل أيضا يستهدف دعاة “التفوق الأبيض” إعادة المناهج الأكاديمية إلى ما قبل الستينيات بتكثيف حملاتهم لاستعادة ما يسمونه بالتعليم الأوروبي الكلاسيكي والاستعماري وذلك لتطبيعه “بالمحايدة” بما يتعلق بالإبادة الجماعية لأهل البلاد الأصليين والعبودية والعنصرية والإقصاء والاستغلال. في كلتا الحالتين (وحالات أخرى كثيرة)، يتمحور الهدف في محو إرث المقاومة، وتجهيل الأجيال الشابة بقضايا شعوبهم وإنتاج مواطنين يطيعون النظام السائد ولا يشككون في الظلم القائم.
وعليه فإن مؤتمر “تدريس فلسطين” سيضم المشاركين المهتمين بالعمل على تأريخ الممارسات المتعلقة بفلسطين ووضعها في سياق تعدديتها وجدلياتها الدقيقة. ويطمح المؤتمر أن يكون مساحة ضرورية للتفكير في كيفية التنقل بين فضاء الفصول الدراسية وما خارج الحرم الجامعي، وقبل كل شيء، فإن هذا المؤتمر سيوفر مجالاً لإعادة النظر في سيرورة البحث والفكر والنظرية. واستنادا إلى مناقشات متعددة المواقع داخل وخارج الاكاديميا، سيعمل الباحثون والمناصرون والناشطون على نسج مقاربات نظرية وتطبيقات تربوية وفكرية وتخيلات مجتمعية، بهدف إنتاج معرفة متمركزة حول العدالة في ومن أجل فلسطين.
ولضمان التفاعل والتبادل الفكري والمجتمعي ولتعميق الشعور التضامني، سيقضي المشاركون في مؤتمر “تدريس فلسطين” يوماً أو يومين في كل موقع من مواقع الجامعات الشريكة في إطار المؤتمر الرسمي وفي إطار التفاعل غير الرسمي مع المجتمعات داخل وخارج الحرم الجامعي (في القرى ومخيمات اللاجئين والمدن، ومع أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة والموظفين). وبذا، فإن المشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر سيزورون جغرافية المقاومة الفلسطينية المناهضة للاستعمار.
ولذا، فإننا نتوجه بالدعوة إلى مشاركة دولية متموضعة داخل السياق التاريخي ذات صلة بالأوضاع الراهنة لمناقشة إنتاج المعرفة المتمحورة حول العدالة بطرق تأخذ بعين الاعتبار الفرص والقيود للتحليل المقارن. ونحن نسعى بشكل خاص لمشاركة واسعة من الشمال والجنوب الأمميين، مع إدراكنا أن الشمال موجود في الجنوب والعكس صحيح، وذلك لتحدي كافة حدود التعليم والتعلّم أينما تواجدت في الجمعيات العلمية والفصول الدراسية في الجامعات، والفصول الدراسية الأخرى، والمعتقلات، والنقابات العمالية الرسمية وغير الرسمية، وسياقات الحركات الاجتماعية والنشطاء، وأماكن التعليم والتعلم الرسمية وغير الرسمية.
يرجى تقديم ملخص من 300 كلمة للمداخلات الفردية، أو 500 كلمة كمقترح لجلسات منظمة (تتضمن الملخصات الفردية لأوراق الجلسات المنظمة)، أو طاولة مستديرة أو ورش عمل أو أي شكل إبداعي آخر ضمن موعد أقصاه 15 نوفمبر 2017. الرجاء تقديم السيرة الذاتية المختصرة التي لا تتعدى 250 لكل مشارك ومشاركة عند تقديم ملخص الورقة أو الجلسة المنظمة.
بعض المحاور المقترحة للأوراق:
المحور الاول: تدريس فلسطين من منظور العلوم الاجتماعية، مع تخصيص نماذج حالات للدراسة من الوطن العربي، أمريكا اللاتينية، جنوب أفريقيا، شبه القارة الهندية، أمريكا الشمالية، أوروبا، الخ.
المحور الثاني: الخلفيات المعرفية للأساتذة والباحثين القائمين على تدريس فلسطين في دوائرهم. وما المنهجيات المتبعة، وعلاقتها بالاستشراق والصهيونية وبالمركزيات الثقافية، محتوى المساقات، الفروقات بين السياقات التاريخية- عبر تتبع سير مقارنة زمانيا ومكانيا.
المحور الثالث: إعادة التفكير في تدريس فلسطين وعلاقة الجنوب-جنوب وفتح التساؤلات حول السبل والطرق لإعادة الاعتبار لتدريس فلسطين في العالم.
لمزيد من المعلومات، يرجى مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني:
د. رباب عبد الهادي [email protected]
د. لوردس حبش [email protected]
د. لينة ميعاري [email protected]
د. أباهر السقا [email protected]
والبريد الإلكتروني للمؤتمر [email protected]