رابط اللقاء:
قال الكاتب الفلسطيني خالد بركات أن اجتماع ما يُسمى بالقيادة الفلسطينية الذي عُقد السبت الماضي بمقاطعة رام الله، لا قيمة له، وهو مصدر للتندر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الفلسطينيين.وقال بركات خلال مداخلة له في برنامج ” استوديو التاسعة” التي تقدمة الاعلامية شيرين موسى حبش على فضائية العالم / سورية ” لا أحد يأخذ ما يقوله رئيس السلطة على محمل الجد لا الشعب الفلسطيني ولا عدوّ شعبنا، إن تكرار مثل هذه المسرحيات المستمرة لن ينتج عنها أي شيء على الإطلاق، و” لو بدها تشتتي لغيمت” كما يقول المثل الشعبي”.
وأضاف بركات ، ” بعد 30 سنة تقريبا على انعقاد مؤتمر مدريد، و25 سنة على أوسلو فإن هذه القيادة غير مستعدة أن تحترم عقول الفلسطينين، وتقول أنها فشلت وأن محمود عباس ونهجه فشلوا، فالوحدة هي وحدة ميدانية شعبية فلسطينية في الوطن والشتات، ماذا يعني اجتماع قيادي لا تشارك فيه قوى المقاومة ؟ يعني صفر، وماذا يعني مصادرة صوت الجبهة الشعبية فيه. يعني اجتماع صفر . حضرت الجبهة الشعبية، ومُنعت من الحديث، وليس فقط هي بل فصائل أخرى منعوا، هذا الاجتماع يقوده مختار وليس أكثر ، لا رئيس ولا مناضل”.
وشدد بركات في مداخلته أن مواجهة ” إسرائيل” وامريكا تعني أن تضمن أعلى درجة من الوحدة الفلسطينية، متساءلاً: ” كيف تواجه ” إسرائيل” وأمريكا والحال الفلسطيني هو هذا الحال؟ يوجد مؤسسات هي بالواقع مزرعة لمجموعة من الناس برام الله يتحكموا بها ويصدروا قرارات وتنزل قرارات منهم بالباراشوت على شعبنا، ولا أحد يسأل الشعب الفلسطيني ما رأيه وماذا يريد، هذه هي المشكلة الأساسية، إنها أزمة شرعية، وهذه السلطة وصلت إلى الجدار الأخير”.
وحول دور الشعب الفلسطيني في الشتات، اعتبر بركات أن مصادرة هذا الدور قبل أن تبدأ على يد القوى المعادية لشعبنا حصل نوعا من التفكك، وتدمير للمؤسسات الوطنية الفلسطينية في الشتات خاصة بعد اتفاق أوسلو.
وتابع بركات قائلاً: ” نحن في الشتات لا يوجد لدينا مؤسسات تدافع عنا إذا تعرض الفلسطيني إلا حالة من حالات العدوان أو انتهاك حقوقه، فلا نجد سفارة فلسطينية تنتصر لنا”.
وقال: ” إن دور السفارات الفلسطينية صفر كبير في هذه المسألة، هذه مرتبطة بالواقع السياسي الفلسطيني و واقع السلطة في فلسطين التي تصادر دور كل المؤسسات الوطنية وخاصة مصادرتها لدور المنظمة التي لم تعد موجودة”.
وبَيّن بركات بأن لدينا أزمة فلسطينية ويجب الاعتراف بها وأن عدم الخوض فيها كمن يلقي بالعبء على الآخرين، ولا يلتفت للمسئولية الوطنية سواء عندما نتحدث عن القدس أو واقع شعبنا في الشتات، أو عندما نتحدث عن التطبيع أو أي شيء.
وشدد بركات بأن الموقف الفلسطيني هو الأساس والحاسم في هذه المسألة، لذلك نجد لاجئين فلسطينيين في اليونان وجزر يونانية لا تسال عنهم السفارات الفلسطينية، مستدركاً ” بخصوص ما جرى معي من حظر نشاطي في ألمانيا ومنعي من الداخل إليها، فأنا محظوظ وكاتب معروف إلى حد ما ، وكان هناك حالة تضامن واحتضان لقضيتي، لكن السؤال: ماذا عن المهمشين من أبناء شعبنا ؟ هذا هو السؤال الأساسي”.
وخلص الكاتب بركات بأنه قد جرى تدمير دور الفلسطيني في الشتات، ومصادرة هذا الدور مرتبط بتصفية القضية الفلسطينية.
وحول التطبيع، أكد بركات أن الكيان الصهيوني وامتداده في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من المناطق يركزوا باستمرار على أساس اختراق الوطن العربي عبر الجاليات العربية والفلسطينية الموجودة بالخارج، مثلاً في برلين على سبيل المثال جرى استقبال وفود صهيونية وممثلين عن الكيان الصهيوني في مراكز إسلامية ومساجد ، أحيانا بذريعة حوار الأديان، وأحياناً عرض مسرحية، وأحياناً ذرائع مختلفة، لافتاً أنه يجري توظيف كل ما يمكن أن يوظف سواء الفن أو الثقافة أو تحت ستار مساعدة اللاجئين والقضايا الإنسانية والديمقراطية وكل هذه الشعارات، يجري من خلالها محاولة اختراق الوطني العربي عبر الجاليات بالخارج.
واستدرك بركات قائلاً: ” ولكن رغم ذلك هناك وعي ويقظة من أمتنا العربية، ففي الحملة الأخيرة للتطبيع برعاية النظام السعودي والاماراتي على وجه الخصوص أكدت أن هناك وعي من الأكثرية الساحقة من أبناء وبنات الأمة العربية، ويعوا تماماً مخاطر التطبيع. ففي مصر على سبيل المثال اتفاقية كامب ديفيد موقعة منذ عام 1979 ولكن شعبنا في مصر واعي وهو يعرف أنه مستهدف من ” عملية السلام ” ونفس الشئ حال شعبنا بالأردن، والخليج والمنطقة العربية”.
وتابع قائلاً: ” الدور العربي الرجعي لم يعد تحت الطاولة، الأمريكان والصهاينة يطلبوا من النظام العربي الرجعي وخاصة النظام السعودي أن يقوم بدور علني في محاولة لتطويع الشارع العربي والإسلامي بقبول ” إسرائيل”، وهذا يأتي بالتدرج من خلال لقاءات تجري بواشنطن علنية، مسلسلات تلفزيونية وثقافية، مشاريع منتديات يشارك فيها رموز النظامين السعودي والامارتي، وفي نفس الوقت يجري على قدم وساق شيطنة للفلسطيني وكل ما هو مقاوم، شيطنة للمقاومة في لبنان والمقاومة الفلسطينية في فلسطين”.
وشدد بركات ان المسألة الأساسية هي محاولة اختراق وعي الامة، في إطار التمهيد لمسرح الذبح إذا جاز التعبير للقضية الفلسطينية، إلا أن هذه المحاولات ستفشل ، لأن هناك تجربة تاريخية لهذه الأمة وهي تدرك بوعيها وحسّها التّاريخي أن عدوها الأساسي هو أمريكا و”إسرائيل” وهذه الأنظمة النفطية الزائلة بالضرورة.وشارك في البرنامج ذاته الأب عطاالله حنا و الدكتور عبد الملك سكرية منسق الحملة العالمية لحق العودة وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.