في يوم الأرض الخالد، ومن قلب عواصم الشتات واللجوء ومن على امتداد الأرض العربية المحتلة، ندوي صرختنا لتعم أرباب السماء ونقول في هذا اليوم الخالد “لن نصالح”، وها نحن نقف جيل بعد جيل، نحمل ذاكرة الوطن من نهره لبحره، نحمل اللد وحيفا والرملة، وفي القلب يافا وقبلتنا القدس.
أبناء الأرض اللاجئين نحن، تعلمنا فلسطين في زواريب المخيمات، وأدركنا الفكرة على الحواجز، كبرنا وأحلامنا تحت الحصار، ولوحنا لأهلنا في الشق الآخر من الجدار بمطرقةِ الوعيد.
من برلين ومالمو ومخيم البداوي والوحدات الى العروب وجباليا، و إلى شعبنا في كل مكان، ها نحن هنا اليوم مستمرين في المواجهة المباشرة في قلب الأنظمة الحامية للصهيونية، نؤكد على حتمية عودتنا، ورسالتنا واضحة.. متشبثين بالتحرير والعودة، مؤكدين على انتزاع حقنا في الحياة، مطالبين بتعرية الاحتلال الصهيوني المجرم.
في يوم الأرض الخالد.. نقف وقفة مجد لشهدائنا الخالدين فينا دوما، ووقفة عزٍّ لأسيراتنا وأسرانا البواسل في السجون الصهيونية والانظمة العربية، وتحية محملة بالكرامة للأسير جورج إبراهيم عبد الله في سجون النظام الفرنسي، ونعلن عن وقوفنا إلى جانب الأحرار والثوريين في العالم وإلى جانب رفاقنا في حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في فرنسا وألمانيا وكندا وفي كل مكان ممن يواجهون اليوم الملاحقات والضغوطات والمحاكمات لوقوفهم إلى صف القضية الفلسطينية العادلة.
رغم استمرار الاستيطان، ومسلسلات التطبيع العربية، وتواطئ الأنظمة الامبريالية، رغم الحصار والفقر، وخيم لجوئنا الثاني.. رغم أنف التنسيق الأمني.. والخنوع والخضوع… ورغماً عن حاملي الحل السلمي.. سننتصر.
وأخيراً في هذه الذكرى الخالدة ندعوا الجاليات الفلسطينية والعربية إلى المشاركة والدفاع عن حقوقها وتكثيف المشاركة في كل الفعاليات الوطنية، ونخص منها حملات التضامن مع الحركة الأسيرة والطلبة في سجون الاحتلال، والالتفاف حول حملات المقاطعة للكيان الصهيوني، وعلى دورنا في مواجهة العنصرية الغربية والتطرف اليميني المتنامي والإسلاموفوبيا، والتي تتصل بشكل مباشر في سعينا نحو الحرية والعودة.
ولنعمل معاً من أجل مسار ثوري بديل، وعقد جديد من الثورة والمقاومة يستعيد فيها الشتات دوره وحقه في الدفاع عن فلسطين. كل فلسطين. لكي نكون جزء لا يتجزأ من مشروع العودة والتحرير. من برلين وأمستردام ومالمو إلى مار الياس والبقعة واليرموك والى كل فلسطين.
ننتصر معاً ولا ننتصر إلا معاً.
حتى العودة والتحرير من النقب حتى الجليل
شَبكة صامدون للدّفاع عن الأسرى الفلسطينين