طقوس يوم الجمعة عند أسيرات الكرمل
ميس أبو غوش
من ذاكرة يوم الجمعة في سجن الدامون، القابع على جبل الكرمل
يوم الجمعة بمثابة عطلة اسبوع لدى الأسيرات، يأخذن قسطاً من الراحة، خاصةً الممثلة ونائبتها. يستيقظن عند الساعة التاسعة صباحاً، يعددن القهوة أو النسكافيه ثم يخرجن إلى ساحة السجن لإلقاء التحية الصباحية والسير في ممرات الغرف.
تنطلق حملة تنظيفات الغرف عند الساعة العاشرة صباحاً، فكل أسيرة تشارك بنات غرفتها التنظيف اليومي، جزء يقوم بتنظيف الحمام وجزء يتسلم مهمة ترتيب البرش وآخر المطبخ بالرغم من المساحة الضيفة.
بعد الانتهاء، يعددن الفطور الصباحي ويتشاركن الأحاديث الاجتماعية والسياسية. عند الساعة الثانية عشر، تذهب كل أسيرة لانهاء عملها الخاص او الجماعي من قراءة وتعليم ومتابعة المستجدات السياسية.
تنتظر الأسيرات برنامج مراسل الذي يبث على اذاعة أجيال لسماع أصوات عائلاتهم ورفاقهم، ولكن قبيل البرنامج، يجب انهاء كل المهمات الموكلة بها كل أسيرة.
وعن لحظة بدء البرنامج، تتسمرّ كل أسيرة عند الراديو، انتظاراً صوت احبتها، ويرافق جلسة الاذاعة مجموعة من الأسيرات يُحطن طاولة تحمل القهوة والحلويات المتوفرة، إما في الساحة دون ملاحظة السجانين والمخابرات، وذلك بسبب سياسة منع التجمعات في الساحة، وإما في احدى الغرف.
بعد الانتهاء من سماع الاذاعة، تبقى كل أسيرة حبيسة الجهاز الرمادي، تخطب عائلتها وتطرح الاسئلة والإجابات عليهم.
داخل السجن، يوجد نظام خاصة بكل غرفة، ففي غرفة ٣ ، يستمر اليوم لساعات طويلة وقد ينتهي عند منتصف الليل. تباشر أسيرات غرفة ٣ بالعمل على الجانب التعليمي ومساعدة الأسيرات الملتحقات بالبرنامج التعليمي.
وعند الساعة السادسة مساءً، وبعد انتهاء العدد وخروجه، تذهب كل أسيرة الى زاويتها الخاصة، لتكتب الرسائل والمذكرات أو لتقرأ الكتب المتوفرة بالرغم من قلتها. وتستمر الليلة بين القراءة ومتابعة الأخبار والتسامر.