بيان شبكة صامدون حول حملة التحريض التي نتعرض لها في ألمانيا

تصريح شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين

جابت مسيرة شارك بها ما يقارب الـ١٠٠٠ شخص شوارع برلين تضامناً مع فلسطين والمقاومة الفلسطينية يوم السبت ٨ نيسان. كانت هذه المظاهرة القوية والمنظمة تعبيراً عن الغضب المشروع  تجاه جرائم الحرب والفاشية والقمع التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

بالرغم من تواجد أعداد كبيرة من من الشرطة والمترجمين في المظاهرة لمراقبة المتظاهرين، لم يتم الإبلاغ عن أي تجاوزات أثناء المظاهرة. وانتشرت صور المظاهرة في جميع أنحاء العالم في إشارة واضحة إلى أن الفلسطينيين والعرب والأمميين في ألمانيا لم ينسوا الظلم المستمر الواقع على شعب فلسطين.

كما هو الحال دائماً في ألمانيا، تتعرض المظاهرات الشعبية من أجل فلسطين فوراً للهجمات ومحاولات التجريم خاصّة عندما تخرج الجاليات العربية والفلسطينية صادحةً بموقفها ضد العنصرية والقمع وسعيهم نحو العدالة وتحرير فلسطين. هذه الهجمات تتكرر مرارًا وتكرارًا وفي كل مرة يتم استخدام حجج وذرائع جديدة للتحريض على الصوت الفلسطيني في برلين وألمانيا وجميع الأصوات المؤيدة للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية.

الذريعة هذه المرة هي مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع في وسائل الإعلام الألمانية، ويحتوي على أخطاءٍ متعمّدة في الترجمة وشيطنة علنية وعنصرية للفلسطينيين بشكل عام وشبكة صامدون بشكل خاص، بالإضافة إلى الطعن بالأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في صراعهم ضد محاكماتهم السياسية كمدنيين أمام المحاكم العسكرية الصهيونية، وبالأسرى المسنين الذين يتم قتلهم عمداً بسياسة الإهمال الطبي، وبالأسرى الأطفال. يحاول مقطع الفيديو المذكور إبراز صوتٍ واحد يزعم أنه يصرخ بعبارةٍ معاديةٍ للسامية خلال المظاهرة. الشخص المذكور لم يظهر بالفيديو أبداً، ولم يردد خلفه أي شخص هذه العبارة، والصوت لم يأت من مقدمة المظاهرة أو عبر مكبرات الصوت، وهو صوت فردٍ واحدٍ ضمن مظاهرة شارك بها قرابة الألف شخص. تصادف أيضاً أن يكون هذا الشخص قريباً بدرجة كافية من هؤلاء “الصحفيين” مما مكّنهم من تسجيل ما قاله واستعماله لشن حملة تشهير واسعة ضد العمل من أجل فلسطين في ألمانيا.

هوية هذا الشخص غير معروفة، وكذلك السبب وراء استعماله هذا التّعبير، لكن الشيء الوحيد الواضح هو أن لا علاقة لهذا الشخص بالمنظّمين ولا توجّه ولا قيادة ولا الإطار السياسي للمظاهرة، وهذا الموقف لا يعكس رؤيتنا الواضحة المناهضة للعنصرية والاستعمار في فلسطين المحرّرة. ومن الجدير بالذكر أن كل مظاهرة فلسطينية في ألمانيا يتم استهدافها وتشويهها بشكل روتيني والزعم بأنها معادية لليهود، في حين أنها تناهض العنصرية ومؤيدة لتحرير فلسطين بأكملها. يتم أيضاً استخدام هذه الهجمات لمحاولة تجريم شبكة صامدون والمنظمات المنضوية في الشبكة ومبادراتنا في بلدان أخرى تبعد آلاف الكيلومترات مما يدل على الأهداف الحقيقية لهذه الحملة.

يهدف هذا التكتيك، تكتيك التحريض، إلى التشكيك في موقفنا المبدئي ضد معاداة السامية وجميع أشكال العنصرية، وهذا يمتد إلى موقفنا الطبيعي من العبارة التي يُزعم أنها انطلقت في محيط المظاهرة. النضال المبدئي من أجل فلسطين هو بشكل طبيعي مناهض للصهيونية، وضد هذا النظام العنصري والاستعماري الذي يضطهد الشعب الفلسطيني ويحاول محوه من الوجود. ونحن نخوض هذا النضال مع رفاقنا اليهود المناهضين للصهيونية لأن نضالنا ليس صراعاً دينياً، بل هو حركة تحرير ضد الاستعمار والاحتلال والقمع.

هنالك نقطتان مهمتان يجدر الإشارة لهما حول استخدام مثل هذه الحوادث التي يستحيل أخذها بعين الحسبان في أي مظاهرة حاشدة:

  • نحن نعتبر أن مثل هذه التقارير والتصريحات هي أداة من أدوات القوى الرجعية والقمعية، بما في ذلك المنظمات المؤيدة للفصل العنصري التي تسعى إلى تجريم أي نشاط يتعلق بفلسطين.
  • لعبت الصهيونية وسعيها المستمر لتصنيف هذه الأيدولوجية الفاشية على أنها “يهودية” دوراً شائناً في الخلط بين الصهيونية، وهي أيدولوجيا سياسية عنصرية متطرفة، وبين اليهود والديانة اليهودية. ينطبق هذا أيضاً على القوى الغربية التي تشير إلى الاحتلال الصهيوني بأنه “الدولة اليهودية”، في محاولة لتلطيخ جميع اليهود بالجرائم الصهيونية. حركة التحرر الفلسطينية ترفض المساواة بين اليهود والصهاينة، بينما تسعى في المقابل الحركة الصهيونية إلى تثبيت هذه المعادلة.

علاوة على ذلك، نعي أيضًا أن هذه الهجمات المنسّقة لا تعكس أي رغبة في العمل ضد العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية، في برلين أو في ألمانيا. بدلاً من ذلك، فهي تعمل لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

  • محاولة خلق ذريعة لحظر المنظمات التي تناضل من أجل تحرير فلسطين، مثل شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى، أو منع المسيرات والمظاهرات، مثل المسيرات القادمة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية واحتلال فلسطين عام ١٩٤٨، تماماً كما حصل في أيار ٢٠٢٢
  • محاولة التحريض وترسيخ العنصرية والقمع ضد الفلسطينيين في شوارع برلين وألمانيا وترهيب مجتمعنا من ممارسة حقه الطبيعي في المشاركة في النشاطات والتظاهرات التي تعبر عنه وعن تطلعاته
  • محاولة تحييد النقاش عن  موضوع التظاهرة نفسه – أي جرائم الحرب المستمرة وجرائم الإبادة في فلسطين التي يتم الدفاع عنها من قبل الحكومة الألمانية وأحزابها السياسية، من الحركة الاستيطانية المتطرفة التي اجتاحت الضفة الغربية المحتلة اليوم، إلى دعوات الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لاحتلال كامل الأردن وفلسطين، إلى الاعتداء الإرهابي على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك.

كما ونحث الجميع للانضمام لنا في مسيراتنا في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في ١٦ نيسان تأكيداً على موقفنا الثابت دائماً: الحرية لفلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر.