ولدت عطاف داود عليان في مدينة بيت لحم في العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1962، لأسرة لاجئة تعود أصولها إلى قرية خلدة المهجَّرة قضاء الرملة المحتلة، وهي متزوجة ولها ابنة.
درست المرحلة الأساسية في مدرسة بيت لحم المختلطة التابعة للأونروا، ومدرسة عايدة الإعدادية، ومدرسة بيت لحم الإعدادية، ودرست المرحلة الثانوية في مدرسة بنات بيت لحم الثانوية، وحصلت منها على الثانوية العامة عام 1982، ونالت درجة البكالوريوس في علم الاجتماع/ فرعي علم النفس من جامعة بيت لحم عام 2002.
التحقت بالثورة الفلسطينية في شبابها المبكر، وتلقت تدريباً عسكرياً على استخدام الأسلحة والعبوات الناسفة في معسكرات تدريب القطاع الغربي (أحد أجهزة حركة فتتح) في بيروت على يد مجموعة باسم سلطان (حمدي) ومحمد بحيص (أبو حسن) عام 1980، وانقطع تواصلها مع مجموعتها عام 1982، واستطاعت إعادة التواصل مع المجموعة وخطَّطَت هذه المجموعة لتنفيذ عملية استشهادية تقود فيها عليان سيارة مفخخة، وتُفجِّرها في مقر رئاسة الوزراء الصهيونية في القدس المحتلة.
نشطت على الصعيد الوطني والاجتماعي والمؤسساتي؛ فترأست جمعية النقاء الإسلامية النسوية بين عامي (1997-2020)، حيث افتتحت الجمعية روضة ومدرسة عام 2002، ومركزا للعمليات الجراحية اليومية خلال الانتفاضة الثانية، وكانت تزور عائلات الشهداء والأسرى، وهي عضوة في رابطة نساء أُسِرْنَ من أجل الحرية، وعضوة في مركز بيت المقدس للأدب.
تتبنى عليان الفكر الإسلامي، وترى أن علاقاتها الوطنية مفتوحة مع كل من يجاهد من أجل الوطن بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية، وترفض اتفاق أوسلو، وتعتبر أن مسار التسوية أثبت فشله، وترى أن الفصائل الفلسطينية تعاني من ترهل داخلي، وافتقار للرؤية القوية في مواجهة المحتل، خصوصا بعد أوسلو، وتؤيد المقاومة بأشكالها كافة، لكنها ترى وجوب الشراكة الفلسطينية الحقيقية التي تسعى إلى إنهاء الاحتلال بغض النظر عن مسماها.
تؤمن بتحرير فلسطين التاريخية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي هُجِّروا منها، وتؤكد على أن تحرير فلسطين وعد إلهي لا بد منه مهما طال الزمن، وأن التسابق العربي للتطبيع هو دليل على اقتراب تحقق هذا الوعد.
كانت لها محاولات كتابية لتأريخ تجربتها، وكتَبتْ جزءا من تجربتها في كتاب ترانيم اليمامة الصادر عن بلدية بيتونيا عام 2021.
عانت عليان في مسيرة حياتها؛ حيث تم اعتقالها قبل أسبوع من موعد تنفيذ عمليتها، وبعد أيام من اعتقال المسؤول عن إعداد السيارة المفخخ-ة في شهر آب/ أغسطس عام 1987، وخضعت لتحقيق قاسي تجاوز الأربعين يوما في مركز تحقيق المسكوبية في القدس المحتلة، وخاضت أولى تجاربها في الإضراب عن الطعام والشراب والكلام مدة 12 يوما رفضا لمعاملة المحققين الصهاينة السيئة لها والتهديد الذي تعرضت له، وحكمت عليها محاكم الاحتلال بالسجن خمس سنوات، وأضيف لها عشر سنوات بتهمة مشاركتها في التصدي لإحدى السجَّانات الصهيونات في سجن الرملة، وأضربت عن الطعام مرة أخرى للمطالبة بنقلها من سجن أبو كبير إلى سجن الرملة، وعزلتها إدارة مصلحة السجون الصهيونية انفراديا مدة أربع سنوات تعرضت خلالها لمضايقات تتعلق بزيارات الأهل ومصادرة المقتنيات، وقد أضربت مدة أربعة وثلاثين يوما لكسر عزلها، واستطاعت العودة إلى الأقسام، وانضمت برفقة الأسيرات إلى إضراب الحركة الأسيرة عام 1992، وأفرج عنها في شهر شباط/ فبراير عام 1997.
أعاد الاحتلال اعتقالها في تشرين أول/ أكتوبر عام 1997، وحولها إلى الاعتقال الإداري، وما لبثت أن أضربت عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري، واستطاعت نيل حريتها، وأعيد اعتقالها بتهمة نشاطها في جمعية النقاء الخيرية مدة تسعة أشهر عام 2002، وأعيد اعتقالها مرة أخرى آخر عام 2005، بتهمة افتتاح مركز للعمليات الجراحية، وتقديم الخدمات للمطلوبين، وبقيت في السجن حتى 2008، حيث قضت منها سنة في الاعتقال الإداري، وأعلنت إضرابها عن الطعام لإدخال ابنتها الرضيعة إليها عام 2006، وتمكنت من احتضان ابنتها داخل الأَسْر مدة عام ونصف، ومنعها الاحتلال من السفر منذ اعتقالها الأول، وداهم بيتها أكثر من مرة، ويذكر ان زوجها الروائي وليد الهودلي قد اعتقل لسنوات طويلة، ومنع من السفر.
وكانت الأسير المحررة عطاف عليان أعلنت الإضراب عن الطعام أمام الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة شمال الضفة الغربية حتى تسليم جثمان خضر عدنان.
وقالت والله ما رح أقطع إضرابي حتى تسليم جثمانه ودفنه بجانب والده حسب وصيته”.
ويشار الى ان الأسيرة المحررة عطاف عليان أعلنت الإضراب عن الطعام اليوم الأحد 7/5/2023 أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة شمال الضفة الغربية المحتلة حتى تسليم جثمان خضر عدنان.