في مثل هذا اليوم، وتحديداً يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو حزيران عام 1930 أقدمت سلطات الاستعمار البريطاني على جريمة إعدام ثلاثة من أبطال وقادة ثورة البراق الفلسطينية: الشهداء عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي الذين واجهوا الموت بشجاعة قل نظيرها في سجن عكا المعروف بـ (سجن القلعة)
إننا في “شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين” نقف اليوم إجلالاً وفخراً أمام شهداء وتضحيات الحركة الأسيرة الفلسطينية المناضلة التي لا تزال تقف في الخط الثوري الأول والمتقدم لحركة التحرر العربية وفي مواجهة الاستعمار الصهيوني لفلسطين. كما نُذكّر أنفسنا بضرورة تصعيد النضال الثوري ضد ما يجري اليوم في سجون الاحتلال والجرائم اليومية التي ترتكبها سلطة السجون بحق الأسرى والأسيرات.
عطا أحمد الزير
ولد عطا الزير في مدينة الخليل بفلسطين عام 1895، عمل بالزراعة وشارك بفعالية في ثورة البراق، قبض عليه وحوكم بالإعدام ونفذ الحكم فيه يوم 17 يونيو/حزيران 1930 في سجن القلعة بمدينة عكا.
فؤاد حسن حجازي
فؤاد حجازي من مواليد مدينة صفد بفلسطين عام 1904، تلقى تعليمه الابتدائي في المدينة، والثانوية في الكلية الإسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية ببيروت.
شارك حجازي في ثورة البراق وحكم عليه بالإعدام، وهو أول من نفذ فيه الحكم يوم 17 يونيو/حزيران 1930، قبل زميليه محمد خليل جمجوم، وعطا أحمد الزير.
محمد خليل جمجوم
ولد جمجوم في حي القزازين، في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية عام 1902، وفيه تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب في أواخر العهد العثماني (1516-1917)، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت.
وصية الشهداء الثلاثة:
(الآن ونحن على أبواب الأبدية، مُقَدّمين أرواحنا فداءً للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسًا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرةً على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرًا واحدًا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر
ولنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: “ويروغ منك كما يروغ الثعلب” وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين أن ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم.
وأمّا رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. وأمّا عائلاتنا فقد أودعناها إلى الله والأمة التي نعتقد أنها لن تنساها.
والآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فإننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختامًا نرجو أن تكتبوا على قبورنا: “إلى الأمة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت)