أثينا مع فلسطين — صوت المقاومة يخترق القمع

على الرغم من استمرار التواطؤ الأوروبي الرسمي مع العدو الصهيوني يتأتي قرار جامعة بانتايون اليونانية إلغاء النقاش المقرر عقدها تحت ضغط سفارة الكيان الصهيوني، إلا أن الفعالية مع القائد الوطني الفلسطيني والأسير المحرر عبد الناصر عيسى أُقيمت بنجاح في مشروع لوڤوس الثقافي في أثينا.

أكثر من مئة مشارك/ة—من اليونانيين والعرب ورفاق النضال الأممي—تجمعوا مجددًا ليؤكدوا التزامهم بنضال التحرير الوطني الفلسطيني ورفضهم لكل أشكال القمع الأكاديمي والتواطؤ مع دعاية الاحتلال.

في كلمته شدد القائد عبد الناصر عيسى على الواجب التاريخي والسياسي للفلسطينيين والعرب والأمميين بمواصلة طريق التحرر من البحر إلى النهر. وقال: “تحريرنا وتحرير فلسطين ليس شعاراً، بل واجب جماعي ومسؤولية إنسانية توحد شعبنا في كل أرض، في كل سجن، وفي كل منفى”.

ووجه عيسى التحية للقائد الكبير والشهيد يحيى السنوار، واصفًا إياه بأنه “رجل الوحدة” الذي جسّد التلاحم الوطني داخل الأسر وخارجه. وأضاف عيسى: “قبل أَسرِي كانت مرحلة من المقاومة، ووراء القضبان دخلت في طور آخر. واليوم، في المنفى، أبدأ مرحلة جديدة: نضـال عالمي إلى جانب كل من يؤمن بالعدالة والحرية”.

تحدث أيضًا عن كيف أصبح الأسرى الفلسطينيون المحررون في المنفى “جزءًا لا يتجزأ من الشتات الفلسطيني—ورافدًا نوعيًا لمؤسسات شعبنا في الخارج ولحركة التضامن العالمية مع فلسطين وكافة قضايا العدالة”.

وأكد عيسى: “العدو الصهيوني أراد بنفينا أن يُقصينا عن ساحة النضال. لكن هذا لن يحدث أبدًا. نضالنا مستمر في كل ميدان ومكان نكون فيه”.

استعرض عيسى مراحل نضال الشعب الفلسطيني التي مر بها شخصيًا: “بدأنا مقاومتنا بالمشاركة الشعبية، ثم اضطررنا لحمل السلاح في وجه الاستعمار—وهو حق مشروع. واصلنا كفاحنا خلف القضبان وفي زنزانات العزل، واليوم ندخل طوراً جديدًا: شكلاً جادًا وفعالًا من النضال في الميدان العالمي”.

وربط بين التحرير الفلسطيني ووحدة الأمميين قائلاً: “كمسلم، أؤمن باحترام كل البشر بغض النظر عن دينهم أو فلسفتهم أو عقيدتهم. نحن متّحدون كبشر في مواجهة القمع والاستعمار، من أجل عالم حر من العنصرية والإمبريالية وعدم المساواة، ومن أجل العدالة والكرامة الإنسانية”.

ووجّه التحية لأهل غزة على صمودهم ووحدتهم وتضحياتهم في مواجهة الإبادة: “صمود غزة هو صمود الإنسانية كلها التي ترفض الخضوع للإبادة. مقاومتهم أملنا، ووحدتهم انتصارنا”.

وأضاف: “بعد طوفان الأقصى وأحداث السابع من أكتوبر، دخل النضال الفلسطيني مرحلة جديدة. وكذلك دخلت حركة التضامن الدولي مع فلسطين مرحلة جديدة. ويجب أن نعزز التنسيق بين كل قوى التضامن مع فلسطين—لننتقل من مرحلة التضامن إلى مرحلة المقاومة”.

أكد من خلال كلمته على ثقته الكاملة بالمقاومة المسلحة كطريق شرعي وضروري للتحرير وتحديدا تحرير الحركة الأسيرة من سجون الاحتلال، معبراً عن تضامنه العميق مع آلاف الأسرى الفلسطينيين. وقال: “الحرية تُنتزع بالنضال والوحدة”.

وأدان المشاركون بالإجماع قرار جامعة بانتايون، واعتبروه “سابقة خطيرة تقوّض الحرية الأكاديمية وتفضح مدى تأثير الضغط الصهيوني داخل المؤسسات الأوروبية”. وأشادوا بموقف مشروع لوڤوس الفني ورفاق اليونان الذين لم يسمحوا بإسكات صوت فلسطين.

وقدم المشاركون شكرهم الخاص لمشروع لوڤوس الفني لاستضافته الشجاعة لهذه الفعالية، ومواجهته القمع بشكل مباشر، وتوفيره مساحة تضامن حقيقي—ومِنبرًا حيويًا لخدمة قضية فلسطين ومناصريها في اليونان وأوروبا.

وفي قرار جماعي، اتفق المشاركون على تنظيم فعاليات مشابهة شهريًا، تستضيف في كل مرة أسيرًا فلسطينيًا محررًا مختلفًا، ما يؤسس لمنبر دائم للحوار الثوري والتعليم والتعبئة في اليونان وعبر أوروبا.

هكذا حوّل لقاء أثينا القمع إلى تصميم متجدد—رسالة حيّة بأن فلسطين لا يمكن إسكاتها، وأن مسيرة التحرير مستمرة بوحدة المقاومة والتضامن الأممي.


اكتشاف المزيد من شبكة صامدون للدّفاع عن الأسرى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.