للتوقيع على البيان: [email protected]
أم http://bit.ly/shatatstatementar
English Statement: https://samidoun.net/2020/09/sign-on-statement-we-reject-abbas-speech-and-call-for-palestinian-unity-in-struggle/
Declaración en español: https://samidoun.net/2020/09/llamada-urgente-para-firmar-rechazamos-el-discurso-de-abbas-y-pedimos-la-unidad-palestina-en-la-lucha/
نحن الموقّعين أدناه، المُؤسّسات والجمعّيات والقوى الفلسطينيّة والعربيّة في الوطن والشتات،[1] نرفض ما جاء في خطاب رئيسِ السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس في رام الله المُحتلّة، يوم 3 سبتمبر (أيلول) 2020، في اجتماع الفصائل الفلسطينيّة. ونعبّر عن موقفنا أمام الرأي العامّ الفلسطينيّ من خلال هذا البيان الجماهيريّ، ونأملُ في انضمام أكبر عددٍ من مؤسّساتنا ومراكزنا وجمعيّاتنا الفلسطينيّة والعربيّة إليه.
أمّا أسبابُ رفضنا للخطاب المذكور فهي الآتية:
إنّ مشروعَ التصفية الأمريكيّ-الصهيونيّ-الرجعيّ كان يستوجب ردودَ فعلٍ فلسطينيّةً استثنائيّةً تَجْمع كُلَّ جماهير شعبنا الفلسطينيّ في فلسطين المُحتلّة والشتات والمنافي. غير أنّ ما جاء في كلمة رئيس السلطة الفلسطينيّة لا يعدو أن يكون تكرارًا عقيمًا لمواقفَ سابقةٍ لا تُلبّي الحدَّ الأدنى من طموحاتِ شعبِنا وأهدافِه، ولا تستجيبُ لمهمّاتِ ترتيبِ البيت الوطنيّ الفلسطينيّ، ولا لغيرِِها من استحقاقاتٍ وطنيّةٍ وسياسيّةٍ وتنظيميّةٍ باتت غيرَ قابلةِ للتسويف والتأجيل، وعلى رأسها: انتخابُ مجلس وطنيّ فلسطينيّ جديد.
يحدث ذلك في وقتٍ توقّع فيه البعضُ أن يجري، بدلًا من ذلك التكرار العقيم، الإعلانُ عن إلغاء اتفاقيّات أوسلو الخيانيّة والكارثيّة، وعن سحب الاعتراف الفلسطينيّ الرسميّ بالكيان الصهيونيّ! بل توقّع البعضُ أن يقوم مَن هندس شخصيًّا ووقّعَ اتفاقَ “إعلان المبادئ/أوسلو” في ساحة البيت الأبيض يوم 13 سبتمبر العام 1993 بالاعتذار إلى الشعب الفلسطينيّ والأمّة العربيّة عن هذا الاتفاق المشؤوم، وبتحمّلِ مسؤوليّاته السياسيّة والتاريخيّة عن فشل متاهة التفاوض، وعن تبديد إنجازاتِ شعبنا في تيهٍ مديدٍ استمرّ أكثرَ من ربع قرن.
إنّ هذا النهج الرسميّ الفلسطينيّ الفاسد، الذي يسيطر على مؤسّساتِنا الوطنيّة كافّةً، يُصرُّ مجدّدًا على طرح مشروعه الاستسلاميّ الذي يتخلّى فيه عن 78% من أرض فلسطين التاريخيّة، ويواصل تعلّقَه بأوهام المفاوضات وما يُسمّى “المبادرة العربيّة،” ويستمرّ في سياسة “التنسيق الأمنيّ” واستهدافِ المقاومة، متذرِّعًا بفزّاعة “الفلتان الأمنيّ” في الضفّة.
كما أنّ هذا النهح يواصل الهروبَ من الاستحقاقات الوطنيّة كافّةً (مثل إعادة بناء منظّمة التحرير وانتخاب مجلس وطنيّ جديد ووقفِ التنسيق الأمنيّ) مستخدمًا مصطلحاتٍ فضفاضةً، يجعل تلك الاستحقاقاتِ رهينةً لقراراتِ فريقٍ واحدٍ يُهيمن على المنظّمة الحاليّة، التي لا تمثّل إجماعًا وطنيًّا وشعبيًّا ولم تأتِ بالإرادة الشعبيّةِ الحُرّة.
وعليه، فإنّ شعبَنا الفلسطينيّ المُناضل، مدعومًا بقواه الوطنيّة، لا يمكن أن يتقدّمَ نحو وحدةٍ وطنيّةٍ راسخة، تصمد أمام التحدّيات الكبيرة التاريخيّة، إلّا بـ”قلب الطاولة” وقطْعِ الطريقِ على المؤامرة الأمريكيّة-الصهيونيّة، وإلّا بتبنّي مواقفَ جذريّةٍ تتصدّى للموقف الرجعيّ العربيّ الرسميّ، وتؤسِّس لمرحلةٍ نضاليّةٍ جديدة – قولًا وعملًا – ضدّ سياسات ترامب ونتنياهو وبن سلمان ومحورِِ المعسكر الأمريكيّ في المنطقة.
إنّ شعبنا الفلسطيني، على الرغم من كلّ ما اعترضه ويعترضه من صعابٍ وتحدّياتٍ تاريخيّةٍ كبرى، كان قادرًا في الماضي، وسيظلّ قادرًا في الحاضر والمستقبل، على استئناف مشروعه في التحرير والعودة واستعادةِ أرضِه وأملاكِه وممارسةِ حقّه الطبيعيّ في تقرير مصيره فوق ترابه الوطنيّ الفلسطينيّ: بإقامة دولة فلسطين على كامل هذا التراب، وتحريرِ عاصمتِه الأبديّة والموحّدة القدس الشريف. هذا هو المشروعُ الوطنيّ التحرّريّ الذي يُجْمع عليه شعبُنا، وهو المشروعُ الثوريّ والإنسانيّ الذي استُشهد تحت لوائه ومن أجل تحقيقه مئاتُ الآلاف من الشهداء، وفي مقدَّمهم مَن قاتلوا على مدار العقود الماضية وتصدّوْا للمشروع الاستعماريّ الاستيطانيّ بالسلاح والحجر والكلمة وكلِّ أشكال المقاومة وأدواتِها الأخرى.
نحن المُؤسّسات والجمعيّات والقوى الفلسطينيّة والعربيّة في الوطن والشتات، وتعقيبًا على هذا الاجتماع، نؤكّد أنّ المَخرجَ الوطنيّ الحقيقيّ للأزمة الفلسطينيّة الراهنة ولحالة التفكّك والشرذمة يكون من خلال الآتي:
أوّلًا: الإعلانُ الفوريّ والواضح عن فشل نهج أوسلو، وسحبُ الاعتراف الرسميّ بكيان الاحتلال، ووقفُ “التنسيق الأمنيّ” مع العدوّ، والإقرارُ الصريح بضرورة شقّ مجرًى نضاليّ جديد، أساسُه: التمسّكُ بالثوابت الوطنيّة وبنهج المقاومة والتحرير، وإعادةُ بناء المؤسّسات الوطنيّة التي تجمع شعبَنا وتوحِّدُه.
ثانيًا: صوغُ استراتيجيّة وطنية مُوحّدة بديلة لنهج أوسلو وبرامجه، ولِما يُسمّى “حلّ الدولتين.” ويكون هدفُها تفعيلَ كلّ أشكال المقاومة، وفي مقدّمها تعزيزُ قدرات المقاومة المسلّحة في الضفّة المحتلّة، وحركةِ المقاطعة الشعبيّة والدوليّة، في مواجهة إجراءات الاحتلال وقطعانِ مُستعمريه ومُخطّطاتِ التصفية والنهبِ والضمّ.
ثالثًا: حلُّ “لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيليّ،” التابعةِ لمنظّمة التحرير، مقدّمةً للتصدّي للتطبيع ومؤامرات الرجعيّة العربيّة. فليس مقبولًا أن نتصدّى للتطبيع في الوقت الذي تستمرّ فيه علاقاتُ “المنظّمة” بالكيان الصهيونيّ، ولا يمكن أن نتصدّى للتطبيع العربيّ الرسميّ مع هذا الكيان قبل تقديم النموذج والمثل الفلسطينيّ الصالح أوّلًا.
رابعًا: التراجعُ عن كلّ الإجراءات الظالمة التي فاقمتْ بؤسَ أوضاع شعبنا الباسل في قطاع غزّة الرازحِ تحت الحصار والعدوان، ووقفُ سياسات التجاهل والإهمال في حقّ شعبنا في الشتات، وخصوصًا في المخيّمات وتجمّعاتِ اللاجئين في كلّ مكان.
خامسًا: اعتبارُ حقّ العودة، وحقوقِ اللاجئين، وحقوقِ الأسرى وإنجازِ تحريرهم، أولويّةً وطنيّةً لا تقبل التأجيلَ.
إنّنا نتوجّه بهذا البيان إلى كافّة قوى المقاومة الفلسطينيّة ومؤسّساتنا، ومن خلالها إلى أنصار نهج المقاومة والتحرير في كلّ مكان، من أجل التلاقي والوحدة، والعملِ على انتخاب مجلس وطنيّ فلسطينيّ جديد؛ مجلسٍ يُعيد الاعتبارَ إلى الميثاق الوطنيّ الفلسطينيّ، ويرسِّخ وحدةَ شعبنا، ويعزِّز مؤسّساتِه الوطنيّةَ في الوطن والشتات ويحرِّرها من سطوة تيّار أوسلو ومشروعِ الحكم الإدرايّ الذاتيّ المسْخ.
المسؤوليّة تاريخيّة، والوقت من عذاب ودماء. والنصر حليفُ شعبنا الفلسطينيّ المناضل، طال الزمنُ أمْ قصر.
للتوقيع على البيان: [email protected]
أم http://bit.ly/shatatstatementar
القوى والمُؤسّسات والجمعّيات الفلسطينيّة والعربيّة في الوطن والشتات
4/9/2020
[1] ننشر، غدًا، قائمة بالموقّعين.