نعلن في شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى عن تضامننا الكامل مع الأسير طارق مطر بعد أن أصدرت محاكم الكيان الصهيوني اليوم بحقه حكماً بالسجن مدة أربع سنوات.
إن الشاب الفلسطيني الأسير طارق مطر يمثل قدوة نابضة وحيّة للشباب الفلسطيني، والسجين السياسي الذي لا زال يواصل تأثيره وإلهامه للأجيال الشابة بروحه الثورية التي لا تنضوي، بالرغم من تجاربه القاسية في التعذيب والقمع الشديدين على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني.
كان طارق ينوي مواصلة مسيرته الأكاديمية قبل اعتقاله، حيث كان يستعد لدخول جامعة جنيف في سويسرا لتحصيل درجة الدكتوراه. وقبيل انتقاله والتحاقه في برنامج الفصل الدراسي الأول من عام 2019؛ قامت قوات الاحتلال بتدمير خططه واعتقاله دون تهمة أو محاكمة تحت قيد الاعتقال الإداري. لم يفقد طارق الأمل رغم سجنه، واستمرّ في المقاومة، مواصلاً الكتابة من خلف قضبان السجن.
يذكر أن أول اعتقال لطارق كان في عام 2006، تحت ذريعة أنه يشكل “تهديدًا لأمن” دولة العدو الصهيوني، فسجن حينها لعامين ونصف دون أية تهمة.
وفي عام 2010، اعتقل مرة أخرى لمدة عشرة أشهر، لنشاطه الطلابي كطالب في جامعة بيرزيت.
وفي عام 2012، تعرّض طارق للتحقيق مدة 43 يومًا في مركز تحقيق “المسكوبية” الذي يتسم بالساديّة في القدس المحتلة، ليخرج معلناً انتصاره على السجان، وبأنه أقوى من أي وقت مضى، بروحه العالية التي تتمتع بالمقاومة والتزامه بالقتال من أجل عدالة قضيته والحرية الحتمية.
وفي عام 2017، تعرض للاعتقال مرة أخرى ووضع رهناً الاعتقال الإداري، وقضى عامًا ونصف بين عوفر وسجن نقب الصحراوي، بينما انتظره طلابه في المدرسة وكتبوا إليه رسائل ملؤها الشوق والوعد بالحرية واللقاء. فقد نسج طارق علاقة مميزة مع طلابه، عنوانها الحوار والمحبة. كان طارق مؤمناً بقوة الشباب الكامنة في عيونهم، إذ كان يرى فيها اتقاد منجم الأمل ومستقبل زاخر بغد أفضل وحياة كريمة لشعوب العالم.
أُحيل بعدها الى مركز التحقيق في المسكوبية بعد اعتقاله الإداري الأخير، الذي لم يمرّ عليه وقت طويل من قبل قوات العدو الصهيوني في تشرين الثاني 2019. حيث احتجز طارق في “المسلخ” مدة 30 يومًا تقريبًا، واجه فيها فظاعة ووحشية تقنيات التحقيق وفاشية الشاباك الصهيوني، إذ تعرض للتعذيب في “وضعية الموزة” أو “الانحناء الخلفي”، وهو أسلوب غير قانوني منذ عام 1999، لكنه مستخدم ضد الأسرى الفلسطينيين حتى اللحظة. ونتيجة لذلك، عانى طارق من آلام شديدة في ظهره ومفاصله، وتفاقم وضعه بسبب الضرب الوحشي الذي تعرض له على أيدي ستة من ضباط العدو الصهيوني. منذ لحظة اعتقاله وتعذيبه حتى الآن، لم يرَ طارق سوى والدته لمرة يتيمة فقط.
عندما مَثُل طارق أمام المحكمة العسكرية الصهيونية لأول مرة، تم دفعه على كرسي متحرك. كان أمراً مهولاً ألا يستطع طارق، المعروف عنه بلياقته وجسمه الرياضي، من المشي! عندما وصلت الأخبار إلى عائلته وأصدقائه، لم يصدق أحد أن طارق حينها مكبل في كرسي متحرك بسبب الوحشية الصهيونية.
ندعو في شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين كل الأحرار في العالم وحركات التضامن مع فلسطين المحتلة إلى الوقوف مع طارق مطر والمطالبة له بالعدالة والحرية الفورية والمشاركة في كل الفعاليات والحملات التضامنية مع طارق مطر ومعه كل الأسيرات والأسرى في سجون العدو الصهيوني.