تلقت حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل هذه الرسالة من الرفيق العزيز بشير بن بركة، إبن الشهيد والقائد التاريخي مهدي بن بركة، دعماً لشعبنا ونضاله الوطني التحرري ومسيرات العودة والتحرير. هذا نصها:
نيابة عن “معهد مهدي بن بركة” أحيي تجمعكم الذي ينعقد في إطار “مسيرة العودة وتحرير فلسطين”. تُمثّل هذه المسيرة فرصة لتأكيد الدعم الكامل للقوى التقدميّة والديمقراطيّة حول العالم للنضال العادل للشعب الفلسطيني وحقه بالدفاع عن تطلعاته وحقوقه الوطنية وتحقيقها
ويتجلى هذا النضال بالمقاومة بكافة أشكالها للاحتلال الاستعماري، ومقاومة نظام الفصل العنصري للدولة الصهيونية، ومقاومة للحصار اللاإنساني لغزة، والمقاومة المنظمة حتى داخل السجون الصهيونية. اسمحوا لي أن أنقل من خلالكم كل تضامني مع الشعب الفلسطيني الباسل.
كنت أرغب بالمشاركة معكم في هذه المسيرة، لكن كما أشرتم في الدعوة، فإن يوم 29 أكتوبر يمثل موعدًا هاماً في تاريخ نضال الشعوب من أجل تحررها وانعتاقها من المستعمر. قبل 57 عاماً، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1965، اختُطف المهدي بن بركة في باريس. وحتى اليوم، لم يتم كشف الحقيقة حول ملابسات اختفاء أحد قادة المعارضة المغربية ورمز للحركة الأممية للتضامن بين شعوب العالم الثالث. في وقت اختطافه، كان بن بركة يترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ثلاثي القارات للتضامن بين شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، الذي انعقد في هافانا يناير 1966. ومنذ ذاك الحين، في 29 أكتوبر من كل عام، الوقفة من أجل الحقيقة والذّكرى والعدالة تقام في الأماكن التي وقعت فيها هذه الجريمة.
الدور الذي لعبته السياسة المغربية وحتى في أعلى مستوياتها الرسمية في اختطاف زعيم مهم للمعارضة وللعالم الثالث لا يمكن إنكاره. هذا العمل الإجرامي هو جزءٌ مما يسمى “سنوات الرصاص” التي كان الرد الوحيد خلالها على النضالات الشعبية من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة هو القمع والاختطاف والتعذيب والتصفية.
كما أن التداعيات والتواطؤ الاستعماري والإمبريالي والصهيوني على مستوى أجهزة المخابرات في فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة لا يمكن إنكارها وهي مثبتة.
جاء عملاء المخابرات المغربية إلى فرنسا لتجنيد الفريق المسؤول عن الاختطاف. وتابعت وكالة المخابرات الفرنسية عن كثب الاستعدادات للعملية الإجرامية ولم تفعل شيئًا لوقفها. كان لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عملاءٌ متمركزون في المخابرات المغربية بالرباط، وكانوا قلقين بشأن المؤتمر الثلاثي القارات في هافانا الذي كان ينظمه مهدي بن بركة، والذي كان يهدف إلى تقوية وتنظيم التضامن الأممي، ولا سيما ضد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا اللاتينية وفيتنام.
قدّم الموساد الإسرائيلي الدّعم اللوجستي لأجهزة المخابرات المغربية. جاء ذلك مقابل تسجيل لقاءات مغلقة لرؤساء الدول العربية الذين اجتمعوا في المغرب عام 1965 خلال قمة استراتيجية وتم تسليم هذه التسجيلات من قبل الملك الحسن الثاني للموساد. هذه الجريمة كانت أيضاً في مصلحة إسرائيل، حيث كان بن بركة زعيماً سياسياً يندد بالتغلغل الصهيوني في إفريقيا، بما في ذلك من خلال نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والأنظمة الاستعمارية البرتغالية. صرح مهدي بن بركة في مؤتمر في القاهرة نظمه اتحاد الطلاب الفلسطينيين في نيسان/أبريل 1965 بأن “القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من قضايا حركة التحرر العالمية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. إنها حركة عربية ثورية ضد المكائد الإمبريالية … ” وهذا هو السبب الأساسي لتواطؤ النظام المغربي مع المصالح الاستعمارية والإمبريالية، والدولة الصهيونية، للقضاء على زعيمٍ من العالم الثالث. واليوم، فإن التطبيع المخزي بين المغرب وإسرائيل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، يؤكد فقط العلاقات الإجرامية القديمة بين النظامين. هذا التطبيق هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وإهانة لمشاعر الشعب المغربي الذي يشارك الشعب الفلسطيني بقضيته وتطلعاته.
ختاماً، وأتمنى للمسيرة كل النجاح، اسمحوا لي أن أكرر كلمات مهدي بن بركة عام 1965: “يجب أن تعتمد القضية الفلسطينية على تضامن ودعم القوى التقدمية والثورية في إفريقيا وحول العالم”
يعيش التضامن الأممي مع فلسطين وشعبها
بشير بن بركة