منذ فترة وجيزة، اتخذت المقاومة في فلسطين المحتلة شكل انتفاضة جديد: فمنذ شهورٍ يواجه النظام الاستعماري والاحتلال الإسرائيلي حرب عصاباتٍ يوميّة أدّت لأول مرّة منذ الانتفاضة الثانية (2000 -2005) إلى زيادة الخسائر في صفوف المستعمرين. في الوقت نفسه، تتوحد فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل متزايد ويبدو أنها تتغلب على خلافاتها السياسية، ممّا يدعو إلى المزيد من الأمل.
وفي ألمانيا يتجسد نضال الفلسطينيين في الدفع من أجل مقاومة شعبية موحدّة، وبشكل خاص شبكة صامدون التي تتكون أساساً من الشباب الفلسطيني الذين لم يولد ولم ينشأ في ألمانيا. فبينما تميل منظمات فلسطينية قديمة في الشتات والمنافي إلى التمسّك بمواقف التيارات السياسية التقليدية منذ عقود، فإن شبكة صامدون تطرح الموقف الشعبي من فلسطين مباشرةً والشتات العربي بشكل عام. وبهذا تنجح شبكة صامدون في ألمانيا بتفعيل طبقة الشباب.
لهذا السبب بشكل أساسي، فإن شبكة صامدون شوكة في خاصرة الطبقة الحاكمة في ألمانيا. ولذلك لطالما كانت صامدون هدفاً وضحية لمراقبة الدولة وقمعها والتشهير بها في الإعلام.
في الآونة الأخيرة، نظمت شبكة صامدون مظاهرة يوم السبت 8 أبريل في برلين وكانت محور اهتمام تقارير الصحافة البرجوازية. وتم تنظيم هذا النشاط بفعل تصاعد الأعمال الإرهابية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المصلين في المسجد الأقصى في القدس المحتلة. هناك ادعاءات في فيديو نشره ما يسمى بـ “مركز المراقبة” الديموقراطي الصهيوني وتم تعميمه في جميع وسائل الإعلام الألمانية الكبرى، تُظهر صوتاً يصرخ “الموت لليهود!”. أمن الدولة بدأت بالتحقيق في الحادثة على الفور.
وفي بيان لشبكة صامدون ردت بالتفصيل على المزاعم الصهيونية وموقفها ضد معاداة السامية ووضّحت أن الفيديو لا يمثّل المظاهرة. وتوضح صامدون في بيانها بقولها “لن يتم إسكاتنا أو قمعنا ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتعرض مجتمعنا للقمع والتجريم عمداً”. إضافة إلى ذلك دعت شبكة صامدون إلى المشاركة في اليوم العالمي للأسير الفلسطيني 16 ابريل 2023 في مسيرة يجري تنظيمها في برلين
لا يسعنا إلا أن ندعم هذا الرّد الواضح لصامدون وندين بشدّة حملة الكراهية والقمع الأخيرة التي تتعرض لها! هذه مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من تجريم المقاومة الفلسطينية والتضامن مع فلسطين في ألمانيا. ردّنا هو التضامن!
أوقفوا التحريض ضد الفلسطينيين!
أوقفوا القمع ضد الفلسطينيين والمناضلين من أجل فلسطين!
عاش النضال التحرري للشعب الفلسطيني – من النهر إلا البحر .. ومن القدس إلى برلين