في ندوة أممية نظّمتها حركة المسار الثوري بمنطقة إسبانيا
فادية البرغوثي: مسار أوسلو العبثي سَقط، وشَعبنا عازم على تحرير وطنه
نظّمَت “حركة نساء فلسطين – الكرامة” و”شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى” وعدد من المنظّمات الشعبية المنضوية في حركة المسار الثوري البديل بمنطقة إسبانيا ندوة سياسية هامة أمس الأحد 9 يوليو (تموز) إستضافت فيها الناشطة السياسية والمناضلة الفلسطينية من الأرض المحتلة الأستاذة فادية البرغوثي
وبحثت الندوة التي شارك فيها عشرات النشطاء من مختلف قارات العالم، ونُقِلت إلى الانجليزية والأسبانية في تداعيات العدوان الصهيوني الغاشم على مدينة جنين ومخيمها، كذلك تصاعُد عمليات المقاومة والتطورات الميدانية في الضفّة المحتلّة، فضلاً عن حملة القمع والإعتقالات التي تتعرض لها كوادر الحركات الطلابية على يد قوات الإحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية على حد سواء
وأكّدت البرغوثي على أن ممارسات الاحتلال اليومية وجرائمه على مدار العقود الماضية، وبخاصة بعد انطلاق ما يسمى “عملية السلام” في “مدريد وأوسلو” واستمرار سياسة الاستيطان ومصادرة الأرض واستجلاب قطعان المستعمرين والاعتداءات المتكررة على القرى الفلسطينية تحت حماية ورعاية قوات الاحتلال وغيرها من ممارسات عدوانية أماطت اللثام عن الطبيعة العدوانية والتوسعية للكيان الصهيوني وكشفت نواياه الحقيقة من وراء يافطات مُخادعة حول “المفاوضات” و”السلام”
وشَدَّدت البرغوثي على أن جرائم وسياسات الاحتلال كشفت أيضاً غياب العدالة على المستوى العالمي وما يسمى “دور المجتمع الدولي” كما بينت جوهر عملية التسوية وعبثيتها، وطبيعة الدور المنوط بالسلطة الفسطينية، وتحديداً بعد إنهاء مرحلة “انتفاضة الأقصى” وصعود مجموعة جديدة تبحث عن امتيازاتها ومصالحها فقط، وتتحكم في القرار الفلسطيني بعد 2005 وما يسمى “إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية” على يد الجنرال الأمريكي كييث دايتون.
ونوّهت البرغوثي على أن ظاهرة تنامي المقاومة الشعبية والمسلّحة في الضفّة الفلسطينية المحتلّة نتيجة ومسألة طبيعية، بل الخيار الوحيد المتبقى أمام جيل جديد لم ير سوى جرائم وعدوان الاحتلال، واليوم يُعبر عن عزيمته في مواصلة القتال وحمل السلاح حتى تحرير وطنه، مُؤكدة أن جيل المقاومة المتصاعدة بدأ ينتظم في “الكتائب” و “عرين الأسود” وغيرها من تشكيلات مسلحة تحظى بدعم والتفاف شعبنا في كل مكان، وخاصة في ظل الواقع المركب والصعب الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني في عموم قرى ومدن ومخيمات الضفّة المحتلّة.
وبيّنت البرغوثي للحضور معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وكذلك الدور الهام الذي تقوم به عوائل الأسرى الفلسطينيين في إسناد أبنائهم كجزء رئيسي من دور الحاضنة الشعبية للحركة الأسيرة التي تقاوم الاحتلال والسجان على مدار الساعة. مشددة على أن دورنا الداعم للحركة الأسيرة من خارج السجون يعزز من صمود الأسير الفلسطيني ويجعله أكثر قدرة على المواجهة وخوض معاركه داخل زنازين ومعتقلات العدوّ
وركّزت البرغوثي على الدور التكاملي والمطلوب بين مختلف أشكال المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة. وأن الشعب الفلسطيني يمارس كافة أشكال المقاومة والنضال في مواجهة الاحتلال والمستوطنين ويحدد طبيعة ومكان المقاومة وشكلها تِبعاً لظروف الواقع الذي يعيشه.
و عَبّرت المحاضرة عن سعادتها باللقاء الذي يجري تنظيمه في الذكرى السنوية الـ 51 على إستشهاد الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني، واستلهام مقولاته الثورية عن ضرورة “طرق جدران الخزان”. كما قدَّمت شُكرها إلى كل القوى والمنظمات الشعبية الأممية التي شاركت في الندوة. مؤكدة على أهمية الدور الإسنادي الذي تقوم به حركات التحرر والشعوب المؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني التي تساند الحقوق الفلسطينية، مُشيرة على أهمية هذه الفعاليات الجماهيرية والإعلامية والسياسية في الخارج. “فكل فعل تضامني مهما بدا صغيراً ورمزياً يُقربنا أكثر من إزالة الإحتلال ويُساهم في تعزيز صمود شعبنا” بحسب قولها
وأجابت البرغوثي في الختام على أسئلة الحضور التي تركّزت على الواقع الجديد الذي تعيشهُ جماهير الضفّة المحتلّة بعد نتائج معركة “بأس جنين” وكيف ستتعامل قوى المقاومة مع تحديات المرحلة المقبلة.