ندوة حول “صهر الوعي” والإنتاج الثقافي للكاتب الثوري وليد دقة

نظّمت “شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى” ندوة فكرية استضافها “مركز الدراسات الإشتراكية” بمدينة فانكوفر الكندية، تناولت كتابات الأسير والمفكر الثوري الفلسطيني وليد دقة.

وقدَّم النقابي “دييف دييورت” عضو شبكة صامدون، مداخلة تناولت مكانة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وموقعها في النضال الوطني التحرري في فلسطين على مدار العقود الماضية، مشيرًا إلى حزمة التحولات والمتغيرات التي طرأت على دور الحركة الأسيرة عبر المحطات المفصلية وتجربة الحركة الوطنية الفلسطينية، بعد 1967، وانطلاقة العمل الفدائي ثم الإنتفاضة الفلسطينية الشعبية الكبرى في 1987 وصولاً إلى مرحلة أوسلو والتي اعتبرها ديورت “كارثية ومدمرة على النضال الفلسطيني”.

أشار دييورت إلى مفهوم صهر الوعي الذي قدمه المثقف الثوري الفلسطيني وليد دقة، وما طرحه من رؤية في مواجهة الإحتلال، والذي يكشف فيها أهداف سلطة السجون، وهندسة صهيونية للتعذيب والقمع والعزل والتهميش، غير أنه في الوقت نفسه قدّم بالتوازي إضاءات نقدية مهمة حول تراجع موقع الحركة الاسيرة، والقيم والسلوكيات الثورية خاصة بعد اتفاق أوسلو 1993، وما أحدثه من نتائج سلبية على نضال الشعب الفلسطيني، والحركة الأسيرة بشكل خاص.

وسلط “دييورت” الضوء على تجربة الأسير وليد دقة طارحًا على الحضور مجموعة من الأسئلة والمحاور تناولتها الندوة بالتفصيل من خلال كتابات الأسرى أنفسهم وتجاربهم النضالية في السجون وخارجها، بما في ذلك الدور الأمني والقمعي للسلطة الفلسطينية وأثر ذلك على صورة النضال الفلسطيني وتشويه أهدافه الحقيقية.

ناقش المشاركين/ات في الندوة مقال (صهر الوعي- المقال مترجم إلى الانجليزية) إذ أشارت إحدى المشاركات أن المقال ترك أثرًا عميقًا عليها من خلال فهمها للترابط بين ما حصل على مستوى القضية الفلسطينية، وتأثيرات ذلك المباشرة على الأسرى، وأشارت مشاركة ثانية إلى أن “جوانب التحليل الطبقي في المقال يعكس أيضًا قوة للفكرة وتوضيحًا لها، فلا ينظر الكاتب إلى الحركة الأسيرة بوصفها “شريحة واحدة” و “طبقة واحدة” كما يمكن للمرء أن يتصور مخطئًا.

كتابات الأسرى في السجون تمنحنا رؤية واضحة وقوة للعمل والتنظيم

حول تنظيم الندوة وأهدافها قالت المنسقة الأممية لشبكة صامدون، شارلوت كييتس، “قررنا تنظيم هذه السلسلة من الندوات حول مواقف وفكر المثقفين الثوريين الفلسطينيين، ونتاجهم الأدبي والإبداعي في السجون الصهيونية، لأنهم يقدمون لنا فكرًا ورؤية وليس فقط بوصفهم “أسرى ومعتقلين على أهمية ذلك بالطبع”

وأشارت كييتس إلى “الأهمية التاريخية لهذه الكتابة” والإنتاج الثقافي والفكري والسياسي للأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال “كمادة للتثقيف والتوثيق ومواجهة جرائم الإحتلال أيضًا

أضافت كييتس”من الطبيعي أن تكون كتابات الأسرى الثوريين في فلسطين المحتلة، وفي العالم عمومًا أولوية بالنسبة لنا فهذه الكتابة تساعدنا على التنظيم والعمل وفهم أعمق لواقع الحركة الأسيرة وأولوياتها”

وصفت كيتس أدب وفكر الأسير وليد دقة بـ “كتابة ثورية فاعلة”، مشيرة إلى أن مقالات الأسرى السياسية والأدبية ودراساتهم “أسست لتجاوز الحالة السلبية الراكدة التي كرستها أوسلو”، وترى كييتس بأن “نتائج هذا الجهد للأسرى يظهر في الحوار المفيد والحيوي بين الفلسطينيين أنفسهم حول دور الحركة الأسيرة وما يسميه البعض بـ “أدب السجون” وموقعهم كقيادة سياسية لحركة التحرر الفلسطينية”.

وفي ختام الندوة أكد الحضور على رفضهم للسياسة العنصرية والقمعية التي تمارسها أجهزة الدولة الألمانية بحق الفلسطينيين في ألمانيا، واستهدافها لمنسق شبكة صامدون وعضو الهيئة التنفيذية لحركة المسار الثوري البديل، زيد عبد الناصر (28 عامًا) إذ تحاول السلطات الألمانية مصادرة إقامته في ألمانيا بسبب نشاطه السياسي