العدالة لمصعب: تعرض الناشط الفلسطيني مصعب أبو عطا للحظر السياسي في ألمانيا

Cartel Campaña, Justicia para Musaab

مع تصاعد القمع ضد الأصوات الفلسطينية في ألمانيا، وصلت الشرطة الألمانية، يوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول، إلى منزل اللاجئ الفلسطيني، الناشط والفنان، مصعب أبو عطا عضو شبكة “صامدون ألمانيا”، وعضو الهيئة التنفيذية لحركة المسار الثوري الفلسطيني البديل، لتسليمه قراراً بمنعه سياسياً من حضور أي فعاليات وأنشطة سياسية واجتماعية حتى 31 أكتوبر 2023 أو “حتى مغادرة البلاد”. لا تكتفي سلطات الهجرة الألمانية بمنع مصعب من حضور الفعاليات التي تنظمها شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين وحركة المسار البديل، بل تمنعه أيضاً من تنظيم فعاليات #StandWithZaid وتحدي القمع المناهض للفلسطينيين في ألمانيا.

كان الهدف المباشر للحظر هو منع مصعب من حضور وقفة أقيمت يوم 30 سبتمبر/أيلول من أجل فلسطين وضد قمع الدولة الألمانية في برلين، حيث تم مخالفة 6 أشخاص بسبب هتافهم “من النهر إلى البحر، فلسطين حرة!”. إن منع مصعب من المشاركة في فعاليات #StandWithZaid – التي سُميت على اسم زيد عبد الناصر، زميله في شبكة صامدون في ألمانيا والذي يواجه محاولة سحب إقامته كلاجئ فلسطيني بسبب نشاطه السياسي من أجل فلسطين – يفضح بشكل لا يدعوا للشك أن سلطات الهجرة في برلين تستهدف الفلسطينيين وحقهم بالتعبير والتجمع وتسعى لحرمانهم من حقهم حتىّ بالتحدث عن القمع الذي يواجهونه.

وتقول السلطات الألمانية إن مصعب فلسطيني ولد في سوريا، ذو جنسية “غير معروفة” – في حين أنه واضح تمامًا أنه لاجئ فلسطيني، محروم مع عائلته من حق العودة إلى وطنه فلسطين منذ 75 عاماً. يبلغ مصعب من العمر 26 عامًا وقد حرم طوال حياته من أبسط حقوقه الأساسية بسبب الاستعمار الصهيوني لفلسطين ودعم القوى الغربية لهذا الاحتلال، بما في ذلك ألمانيا على وجه الخصوص. منذ وصوله إلى ألمانيا عام 2015، تعرض مصعب لعنصرية الدولة والتجريم والمراقبة ومحاولات التضييق؛ في الواقع، حاكمته السلطات الألمانية جنائيًا لنشره منشورات على فيسبوك عندما كان مراهقًا لدعم المقاومة الفلسطينية، في محاكاة لمحاكمات مماثلة في فلسطين المحتلة. ومثل عدد كبير من الفلسطينيين الآخرين، تم تجريده من إقامته وهو الآن بوضع الـ”Duldung”، أي لا يمكن ترحيله، وفي الوقت نفسه يُحرم من الحصول حقوقه الأساسية ــ ويتم تجريده الآن من حقوقه المدنية والسياسية.

وقالت المحامية الفلسطينية-الألمانية نادية سمور، في حديثها على موقع 972mag: “إن الDuldung هي قصة فلسطينية منتشرة للغاية هنا في ألمانيا”. وأضافت: “هذا يعني في الأساس أنه سيكون في سجن مفتوح ولن يتمكن من السفر، ومن المحتمل أنه لن يتمكن من العمل أو الدراسة في الجامعة”.

يحاول الحظر السياسي الذي فرضته سلطات الهجرة الألمانية على مصعب وصف حديثه العلني عن الأسرى الفلسطينيين – بأنه “يدعم الإرهاب”، مرددة صدى التشهير والدعاية الإسرائيلية المستخدمة لمهاجمة صامدون والحركة الفلسطينية على نطاق أوسع. ويشيرون مرارا وتكرارا إلى كاريزما مصعب ومهارته في قيادة الهتافات وإشراك الشباب، وخاصة الفلسطينيين والعرب، في الحركة وفي المظاهرات – ويشيرون إلى أن هذا هو بالضبط سبب استهدافهم في أحدث مظهر من مظاهر عنصرية الدولة. ونعتقد أن هذا الحظر تم تطبيقه خصيصًا لمنع مصعب من المشاركة في نشاطات 19-21 أكتوبر في تولوز ولانيميزان، وخاصة مسيرة لانميزان لتحرير جورج عبد الله في 21 أكتوبر 2023. وتشير الوثيقة المؤلفة من 18 صفحة إلى أن مصعب تعرض لـمراقبة مكثفة، وتوثيق حضوره في الفعاليات واللقاءات التي نظمتها حركة المسار الثوري البديل في مدريد وبروكسل وأماكن أخرى، بما في ذلك مؤتمرها التأسيسي.

وقد تم استخدام الحظر السياسي سابقًا في ألمانيا ضد الكاتب الفلسطيني خالد بركات، قبل ترحيله، وذلك لمنعه على وجه التحديد من التحدث ضد “صفقة القرن” التي طرحها الرئيس دونالد ترامب والتطبيع العربي مع إسرائيل؛ وضد الناجية من التعذيب الأسيرة الفلسطينية السابقة رسمية عودة، والتي تعرضت لمنع سياسي أمام صالة فعالية يوم المرأة العالمي، والتي حظرتها شرطة برلين قبل لحظات من بدايتها في عام 2019.

في الوثيقة التي استلمها، تحاول سلطات الهجرة الألمانية استخدام مشاركة مصعب في الفعاليات ضد حظر خالد بركات كمبرر لإخضاعه لنفس الحظر. ويأتي الهجوم الأخير على مصعب ضمن سلسلة من الاعتداءات القمعية التي تستهدف الجالية الفلسطينية في برلين – أكبر جالية فلسطينية في أوروبا، بالإضافة إلى حركة التضامن مع فلسطين. وهو هجوم محدد يستهدف اللاجئين الفلسطينيين بهدف ترهيبهم وتجريمهم ومنعهم من المطالبة بحقهم في العودة إلى فلسطين والانخراط في النضال من أجل فلسطين.

وفي العامين الماضيين، حظر المسؤولون في برلين جميع المظاهرات لإحياء ذكرى النكبة ويوم الأسير الفلسطيني. وقد تعرضت فعالية إحياء ذكرى النكبة، التي لم تكن محظورة في البداية، والتي نظمتها مجموعة يهودية داعمة لفلسطين، لهجوم من قبل الشرطة بعد أن رفض المنظمون طرد ناشطين فلسطينيين من المظاهرة أو منع المشاركين من الهتاف: “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”. تم اعتقال عدد من اليهود والفلسطينيين والمتضامنين بعنف من قبل شرطة برلين. وتكرر المشهد يوم السبت 30 سبتمبر/أيلول، عندما حاصر 200 شرطي مظاهرة تضامنية مع الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام كايد الفسفوس، وفي مواجهة القمع ضد الفلسطينيين في ألمانيا، واعتقلوا ستة أشخاص بسبب هتافهم “من النهر إلى البحر، فلسطين سوف تكون حرة!”

إن الاعتداء على مصعب أبو عطا هو هجوم عليه كلاجئ فلسطيني وناشط شبابي وفنان؛ وهو أيضاً هجوم على صامدون والمسار البديل. ولكن على نطاق أوسع، فهو يعكس هجومًا عامًا ضد حركة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني ككل، وتحديدًا على الشباب اللاجئين الفلسطينيين الذين ينظمون مجتمعهم ويتحدثون علنًا عن دعمهم لفلسطين والأسرى والمقاومة. بينما تصطف ألمانيا جنبًا إلى جنب مع النظام الإسرائيلي لتصنيف الهوية والتعبير والتنظيم الفلسطيني على أنها إجرامية وإرهابية.

ونشير أيضًا إلى أن هذا الحظر السياسي على مصعب يأتي بعد وقت قصير من استنكار السفير الصهيوني رون بروسور للملصقات المنتشرة في شوارع حي نويكولن في برلين، مشيرًا إلى أنها “تشبه شوارع غزة”، داعيًا إلى حظر صامدون. مصعب هو فنان ومصمم للعديد من هذه الملصقات، ويبدو أن الحظر السياسي ضده يستهدف على وجه التحديد إسكات صوره وكلماته، كما تقتضي الدعوات العنصرية للسفير “الإسرائيلي”.

شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين تدعو للمطالبة #JusticeForMusaab وتقديم الدعم الأوسع لمصعب أبو عطا وزيد عبد الناصر وجميع الفلسطينيين والناشطين الفلسطينيين المستهدفين من قبل ألمانيا وحول العالم. يعكس تنظيم مصعب دور الفلسطينيين في الشتات الذين ينتزعون حقهم ومكانهم في النضال من أجل فلسطين – والذي يتعرض الآن لهجوم مستمر من قبل الاحتلال الصهيوني والدولة الألمانية والقوى الغربية الأخرى. لقد حان الوقت للتحدث علناً ضد هذه السياسية القمعية – ومن أجل تحرير فلسطين، من النهر إلى البحر!

شاركونا بدعمكم:
وقعوا على بيان الحملة الدولية ضد القمع المناهض للفلسطينيين في ألمانيا و#StandwithZaid ومن أجل #JusticeForMusaab!
انضموا الينا في تولوز ولانيميزان، 19-21 أكتوبر 2023، لحضور فعاليتات المسار البديل والمسيرة الجماهيرية لتحرير جورج عبد الله!

قوموا بتنزيل الملصق، والتقطوا صورا شخصية أو جماعية وأرسلوها إلينا على samidoun@samidoun.net أو @samidounnetwork (Instagram) أو @SamidounPP (Twitter/X)!
لدعم الدفاع القانوني مالياً عن مصعب وزيد وغيرهم من الفلسطينيين في ألمانيا الذين يتحملون وطأة الإجراءات القمعية التي تمارسها الدولة ضد فلسطين، يمكنكم التبرع على الحساب التالي:
الاسم: Rote Hilfe e.V.
رقم الحساب: DE55 4306 0967 4007 2383 17
بيك: GENODEM1GLS
ملحوظة: Repression gegen palaestina

انضموا إلى قناة @samidounnetwork على التلغرام